عقد السيد هو جينتاو رئيس الجمهورية جلسة مباحثات مع السيد بشار الأسد رئيس جمهورية سوريا في قاعة الشعب الكبرى بعد ظهر 22 يونيو عام 2004، حيث تعمق الجانبان في تبادل وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حتى توصلا إلى توافق واسع.
قال الرئيس هو جينتاو إن عرى الصداقة بين الشعب الصيني والشعب السوري تضرب بجذورها في قديم الزمان، وكان طريق الحرير القديم رمزا لها. وكانت سوريا من أوائل الدول العربية التي اعترفت بالصين وأقامت العلاقات الدبلومسية معها بعد تأسسها. وشهدت العلاقات بين البلدين توطدا وتطورا متتابعين على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي طوال 48 سنة بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية، كما شهد البلدان في السنوات الأخيرة مزيدا من التواصل الرفيع المستوى وازديادا في حجم التعامل التجاري الثنائي كل سنة ووفرة في ثمار التعاون الاقتصادي، بالإضافة إلى تزايد في التواصل والتعاون بين الجانبين في مجالات التعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا. نقدر اهتمام حكومة سوريا بتنمية العلاقات مع الصين ونشكر سوريا على دعمها القيم للصين في قضايا تايوان وحقوق الإنسان.
طرح الرئيس هو جينتاو ب3 نقاط من الاقتراحات: 1) تعزيز التواصل السياسي بين البلدين بالحفاظ بتبادل الزيارات والاتصالات بين البلدين على المستوى الرفيع، وتوسيع التبادل الودي البرلماني والحزبي والشعبي بينهما وتوثيق التشاورات والتنسيق بينهما ودوائر حكومتيهما بصدد القضايا الخطيرة والشؤون الدولية. 2) توسيع التعاون الاقتصادي التجاري بإكمال التعاون بين الجانبين في مجالات البنية التحتية والغزل والنسيج والأجهزة الكهربائية المنزلية إلى جانب إيجاد أفاق جديدة للتعاون متمثلة في زيادة التعاون للنفط والاتصالات والزراعة والعلوم والتكنولوجيا على ضوء الاستفادة من وجود مجال التكامل بين الاقتصادين، مما يعزز التفاهم والصداقة بين الشعبين ويرسي أساسا أكثر متانة لتطور العلاقات بين البلدين.
من جانبه، قال الرئيس بشار إن الصين صديق حميم لسوريا، إننا معجبون بثقافة الصين الزاهية وتاريخها البهي ونقدر المنجزات العظيمة التي أحرزتها الصين في التنمية الاقتصادية الاجتماعية، وأشار إلى وجود وجهات النظر المشتركة والمواقف المشتركة نحو كثير من القضايا وإلى رغبة الجانبين في إرساء أساس أمتن لتنمية العلاقات الثنائية. كما أكد أنه يوافق على نقاط الاقتراحات التي طرحها الرئيس هو جينتاو المتمثلة في تعزيز التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والتعليم والثقافة والسياحة والصحة، باعتبار ذلك سوف يؤدي إلى تأثير إيجابي في العلاقات السورية الصينية. وأردف يؤكد أن سوريا تقوم حاليا بإصلاح واسع الحجم في البنية التحتية، فترحب الحكومة السورية بحضور المؤسسات الصينية إلى سوريا للاستثمار وإنشاء المصانع ومشاركة أعمال البناء الاقتصادي السوري.
وقدم الرئيس بشار ملاحظاته على الوضع الحالي مشيرا إلى تورط عملية السلام في الشرق الأوسط في أزمة التوقف، ورغبة سوريا في الحفاظ بالاتصال والتعاون الوثيقين مع الجانب الصيني وأردف يشير إلى أن تعيين الحكومة الصينية مبعوثها الخاص للشرق الأوسط تجسيد لجهود الصين الإيجابية من أجل إعادة السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف الرئيس هو جينتاو أن الجانب الصيني يتابع الوضع في الشرق الأوسط باهتمام، مشيرا إلى أن جوهر قضية الشرق الأوسط هو قضية الأراضي المحتلة. واستأنف أن التاريخ قد برهن عن توقف التقدم لعملية السلام في الشرق الأوسط إنما على الاتزام بقرارات الأمم المتحدة المعنية ومبدأ " الأرض مقابل السلام" وتسوية الخلافات عن طريق المفاوضات. يعد الجانب الصيني سوريا طرفا هاما في عملية السلام في الشرق الأوسط، ويؤيده على تسوية الخلافات بينها وبين إسرائيل عن طريق المفاوضات السلمية. وأشار أن الصين تستعد لتضافر جهودها مع المجتمع الدولي من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
حضر الرئيسان بعد المباحثات مراسم التوقيع على اتفاقية التعاون للري بين الصين وسوريا ومذكرة التفاهم للتعاون الزراعي بينهما واتفاقية التعاون الاقتصادي واتفاقية التعاون الصحي إلى جانب اتفاقية التعاون السياحي.
وقبل المباحثات، أقام الرئيس هو جينتاو مراسم استقبال للرئيس بشار في البهو الشمالي بقاعة الشعب الكبرى، حضرها السيدة ليو يونغتشينغ عقيلة الرئيس هو جينتاو والسيد إسماعيل أحمد نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب والسيد تانغ جياشيوان مستشار مجلس الدولة والسيد باي ليتشن نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري والسيد بان قويوي نائب رئيس اللجنة المركزية للجمعية الصينية لتنمية الديمقراطية والسيد بو شيلاي وزير التجارة.
