نص حديث مسؤول البعثة الدبلوماسية الصينية لإعادة فتح السفارة الصينية لدى العراق لمراسل محطة التلفزيون المركزية الصينية

2004-02-17 00:00

 

قد أجرى السيد سون بيقان مسؤول البعثة الدبلوماسية الصينية لإعادة فتح السفارة الصينية لدى العراق لقاء صحفيا مع مراسل لبرنامج (( هوريزن أونلان- أورنت هوريزن )) لمحطة التلفزيون المركزية الصينية في عمان عاصمة الأردن، وأجاب ردا عن أسئلة المراسل بشأن الوضع الراهن في العراق ومهمة البعثة لإعادة فتح السفارة الصينية لدى العراق، وفيما يلي نص حديثه الكامل:

 

سؤال: سعادة السفير سون، اتصلنا قبل قليل هاتفيا بمراسل وكالة أنباء الصين الجديدة في بغداد، فقال لنا إن الوضع الأمني هناك في غاية العشوائية. فهل أنت متأكد على أن السفر إلى بغداد من عمان بالسيارة مطمئن؟

جواب: كما قال مراسلنا إن الوضع الأمني في العراق خطير جدا بشكل عام. وسنقطع مسافة حوالي ألف كيلومتر من عمان إلى بغداد بالسيارات، والرحلة شاقة، خاصة في الرمادي منطقة مشهورة بكثرة الحوادث. مثلا، وقع هجوم مسلح في الفلوجة صباح اليوم مما أسفر عن سقوط عشرات قتيلا وجريحا. وفي الواقع أن الطريق إلى بغداد ليست سليمة ولا آمنة.

 

سؤال: إذن، بأية الإجراءات نضمن سلامة أعضاء البعثة حتى يصلوا الي بغداد سالمين؟

جواب: أولا وقبل كل شيء، على جميع أعضاء البعثة أن يكونوا في أتم الاستعداد العقلي على مواجهة شتى حوادث قد تقع في الطريق، وأن يكونوا في يقظة تامة شديدة لما قد يحدث في رحلتهم كلها. ثانيا، قد وضعنا تدبيرا من حيث تأليف موكب سياراتنا، تجنبا لوقوع حوادث. وطبعا على كل منا أن يلبس الصدرية والخوذة، إضافة إلى ذلك، سيرافقنا ستة رجال للحراسة، لا يمكننا أن نقول إن سلامتنا مضمونة مائة في المائة، غير أن أعمالنا التحضيرية كافية إلى أقصى حد.

 

سؤال: قد ذكرتم ستة حراس، وإنهم من رجال الشرطة المسلحين حسبما عرفت، فكيف تفكر في اختيارهم لمرافقة البعثة في السفر؟

جواب: وإن اتخاذنا هذا القرار انطلاقا أولا من الوضع العراقي الذي يسوده عدم الاستقرار السياسي والحوادث الأمنية الكثيرة، كذلك استنادا إلى الأساليب الدارجة لعديد من الدول في العالم، وخاصة أن هذا القرار بذاته يجسد عناية حزبنا وحكومتنا بسلامة أعضاء البعثة.

 

سؤال: نعرف أن ظروف الحياة غير مضمونة بالنسبة إلى أعضاء البعثة إلى جانب موضوع الأمن، فهل لديهم تحضير كاف في هذه الناحية؟

جواب: صحيح أن هذه صعوبة تواجهنا بعد وصولنا إلى بغداد، وعلى سبيل المثال، دائما ما يشكو العراقيون من شح الطاقة الكهربائية، ولكنا سنقيم في الفندق بعد وصولنا إلى بغداد، ومعظم الفنادق تجهز بمولدها الخاصة للطاقة الكهربائية. وفيما يخص بالاتصالات، عندنا أجهزة حديثة نسبيا، فليس لدينا مشاكل كبيرة في هذا المجال.

 

سؤال: أخبرنا مراسل وكالة أنباء الصين الجديدة المقيم في بغداد قائلا إن مقر السفارة الصينية لدى العراق تعرض لخراب خطير جدا، بل يقيم فيه حاليا عدد من العراقيين. فماذا تفعلون تجاه ذلك؟

جواب: كما قلت أنت، إن مقر السفارة الصينية لدى العراق تعرض لخراب خطير أو بعبارة أخرى لدمار نهائي، أثناء الحرب أو بعدها. كما سمعت أنا أن بعض العراقيين يقيمون في سفارتنا. ومن المعروف أن السفارة الصينية لدى العراق تعتبر أرض بلادنا الدبلوماسية الهامة، فلا نسمح لغيرنا أن يدخلها. وسنعالج المشكلة المذكورة أعلاه بطرق مناسبة بعد وصولنا إلى بغداد.

 

سؤال: ما أعمال البعثة في المقام الأول إضافة إلي إعادة بناء سفارتنا وإستئناف أعمالها؟

جواب: إن الصين والعراق دولتان لهما حضارة عريقة في التاريخ، وكان الشعبان الصيني والعراقي مرتبطان باتصالات ودية منذ القدم، وهناك تعاون جيد بين البلدين في شتى المجالات. وبناء على ذلك، نعتبر مواصلة تطوير علاقات الصداقة بين الشعبين وتعزيز التعاون بين البلدين مهمة رئيسية لبعثتنا. وبالتالي تولي حكومتنا اهتماما بالغا بأعمال إعادة إعمار العراق، وتستعد بعض الشركات الصينية القادرة خاصة الشركات التي لها خبرات وتجارب وافرة في أعمالها السابقة داخل العراق تستعد على مشاركتها في أعمال إعادة إعمار العراق بموقف إيجابي فعال، فعلى بعثتنا أن نعمل في هذا المجال.

 

سؤال: سعادة السفير، أي شوط قطعتها الصين في إعادة إعمار العراق حتى الآن حسبما عرفتم؟

جواب: إن إعادة إعمار العراق يتعلق بمشاكل معقدة، وهو في حاجة إلى الوضع السياسي المستقر والأمن المضمون أولا. وثانيا، نرى أن إعادة إعمار العراق مشروع ضخم في الغاية يقتضي مشاركة المجتمع الدولي الشاملة فيه. وفي نفس الوقت، ندعو الأمم المتحدة إلى الاضطلاع بدورها الإيجابي في مسار إعادة إعمار العراق. وهذا ما يطلب منا أن نبذل جهودا جبارة في هذه الناحية، وإن الصين قد بذلت أقصى جهودها في هذا المجال، ولحتى الآن، صار عندنا مشروع في العراق، وهذا هو البداية على الرغم من أنه صغير. ونأمل في إحراز تقدم كبير في هذا الميدان.

 

سؤال: أفاد نبأ بأن الصين تفكر في إلغاء أو خفض ديونها المستحقة على العراق قبل الحرب بحجم كبير، فهل لديك معلومات جديدة بشأن ذلك؟

جواب: كما قلت أنت، قد صرح قادة بلادنا بأن الصين تفكر بموقف إيجابي في إلغاء أو خفض ديونها المستحقة على العراق بحجم كبير. ومن المعروف أن بلادنا من الدول النامية، وتشهد التنمية عدم توازن بين مناطقها ، حيث لا يزال يعاني بعض الناس فقرا في بعض مناطق الصين. فليس من السهل أن تتخذ الحكومة الصينية هذا القرار في ظل هذه الظروف، وهذا القرار يعكس نية الحكومة الصينية الطيبة الرحمة تجاه العراق وشعبه. وأرى أن إلغاء الديون أمر سهل، أما خفض الديون فهذه مشكلة يقتضي حلها مفاوضات، ونأمل في التوصل إلى نتيجة مرضية لكلا الطرفين بواسطة المفاوضات بناء على الأعراف الدولية.

 

سؤال: إن الوضع الراهن في العراق معقد للغاية كما ذكرتم سابقا، فهل بإمكانكم أن تقيموا العلاقات بين الصين والعراق بشكل عام؟

جواب: قد قلت قبل قليل إن بلدينا كلاهما من الدول العريقة الحضارة، وجرت اتصالات وتبادلات ودية بين شعبينا منذ القدم. وقبل اندلاع هذه الحرب، هناك علاقات طيبة وتعاون جيد في مختلف المجالات بين البلدين. أما الآن، فنأمل في الحفاظ على علاقات الصداقة هذه ومواصلة تطويرها. وتحدوني شخصيا ثقة بمواصلة تطوير التعاون الودي بين الصين والعراق.

المراسل: شكرا جزيلا على لقائكم معنا.  

 ???? ??? ????     ?????

رقم 2 الشارع الجنوبي ، تشاو يانغ من ، حي تشاو يانغ ، مدينة بكين رقم البريد : 100701 التليفون : 65961114 - 10 - 86 +