خلال الفترة ما بين يومي 14 و19 يناير، سيقوم رئيس مجلس الدولة ون جياباو بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، بالإضافة إلى حضور جلسة الافتتاح للدورة الـ5 للقمة العالمية لطاقة المستقبل في أبو ظبي بالإمارات. فعقدت وزارة الخارجية إحاطة إعلامية بإشراف نائب مدير إدارة الإعلام بوزارة الخارجية تيان تشي يوم 11 حيث أطلع نائب وزير الخارجية تشاي جيون الصحفيين على خلفية هذه الزيارة للسيد ون جياباو وبرنامجها وأهميتها، وأجانب على أسئلتهم.
قال تشاي جيون إن الأوضاع الدولية تشهد تغيرات عميقة ومعقدة لا مثيل لها منذ انتهاء الحرب الباردة، حيث تتلاحق المشاكل الجديدة والتحديات الجديدة تباعاً، وتتزايد صعوبة الحوكمة العالمية. وإن التغيرات الكبيرة التي تجتاح منطقة غربي آسيا وشمالي إفريقيا تعتبر حدثاً تاريخياً هاماً آخر بعد التغيرات الهائلة للاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية وأحداث 11 سبتمبر وحرب أفغانستان وحرب العراق والأزمة المالية العالمية، وستحدث تأثيرات عميقة ومعقدة وبعيدة المدى على أوضاع دول غربي آسيا وشمالي إفريقيا والمنطقة برمتها، وحتى الخارطة السياسية والاقتصادية الدولية. تنتمي كل من الصين والدول العربية إلى العالم النامي، وتواجه كلاهما مهام مشتركة تتمثل في تحقيق التنمية والاستقرار والسلام. وظلت العلاقات بين الصين والدول العربية الغفيرة والعالم الإسلامي تتطور بخطوات ثابتة، وحافظ الجانبان على التنسيق الوثيق والتعاون الطيب في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية الهامة. وتعتبر الصين دائماً الدول العربية صديقاً حميماً وشريكاً طيباً وأخاً عزيزاً، وتحرص على مواصلة توطيد الصداقة وتدعيم علاقات التعاون الاستراتيجي الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة.
وأشار تشاي جيون إلى أن هذه الجولة لرئيس مجلس الدولة ون جياباو التي تشمل ثلاث دول الخليج تعد الزيارة الخارجية الأولى للقيادة الصينية في هذه السنة، وتكتسب أهمية كبرى لتعميق علاقات الصين مع الدول الثلاث على نحو الشامل وتعزيز التعاون الجماعي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، وبالتالي تدعيم علاقات الصين مع العالم العربي والإسلامي. وسيتبادل رئيس مجلس الدولة ون جياباو وجهات النظر بشكل معمق مع قادة الدول الثلاث حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.
أولاً، حول الزيارة للمملكة العربية السعودية.
قال تشاي جيون إن السعودية دولة عربية وإسلامية ذات وزن كبير تحتضن مقري مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي، وتتولى الآن الرئاسة الدورية لمجلس التعاون الخليجي. وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس مجلس الدولة الصيني للسعودية منذ الـ20 سنة. وفي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الصينية السعودية تطوراً شاملاً وسريعاً وتعززت الاتصالات بين قيادتي البلدين وأحرز التعاون الاقتصادي والتجاري نتائج مثمرة. فبلغ حجم التبادل التجاري من يناير إلى نوفمبر عام 2011 58.1 مليار دولار بزيادة قدرها 50% عما كان عليه في نفس الفترة من العام السابق. كما شهد التبادل العلمي والتقني والتعليمي والثقافي وغيره من التبادل الإنساني والشعبي نشاطاً متزايداً. أقام الجانبان علاقات الصداقة الإستراتيجية عام 2008 ولهما رغبة شديدة في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون على خلفية الظروف الجديدة. خلال هذه الزيارة، سيقابل رئيس مجلس الدولة ون جياباو كل من جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، ومعالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى. وستصدر الحكومتان بياناً مشتركاً يعلن عن الارتقاء بعلاقات التعاون الإستراتيجي وتعميق التعاون في كافة المجالات، وسيوقع الجانبان على سلسلة من اتفاقيات التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية والثقافية وغيرها. كما سيشارك رئيس مجلس الدولة ون جياباو في بعض النشاطات الثقافية.
ثانياً، حول الزيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
قال تشاي جيون إن هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها لرئيس مجلس الدولة الصيني للإمارات بعد تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين قبل 27 عاماً. ومنذ ذلك الحين، قطعت علاقات البلدين أشواطاً بعيدة، حيث استمر التبادل الرفيع المستوى، وأحرز التعاون الاقتصادي والتجاري تقدماً كبيراً، وبلغ حجم التبادل التجاري في الـ11 شهراً الأولى لعام 2011 31.9 مليار دولار. كما قام البلدان بالتعاون المتنوع والمستمر في مجالات البنية التحتية والمالية والثقافة. ولدى قيادتي البلدين درجة عالية من التوافق حول سبل تعميق التعاون الصيني الإماراتي في كافة المجالات. سيلتقي رئيس مجلس الدولة ون جياباو مع كل من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، وسيجري مباحثات مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى. كما سيزور مشاريع التعاون بين الصين والإمارات للإطلاع ميدانياً على مدى تنفيذها، بالإضافة إلى المشاركة في بعض النشاطات الثقافية والشعبية. وستوقع الحكومتان الصينية والإماراتية على البيان المشترك بشأن إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية الذي سيكون وثيقة إرشادية للعلاقات الصينية الإماراتية في المرحلة الجديدة. كما سيوقع الجانبان على سلسلة من اتفاقيات التعاون في مجالات المالية والطاقة والرياضة وغيرها.
وأشار تشاي جيون إلى أن رئيس مجلس الدولة ون جياباو سيحضر جلسة الافتتاح للقمة العالمية لطاقة المستقبل التي ستعقد في أبو ظبي، والتي تعتبر مؤتمراً دولياً كبيراً من حيث الحجم والتأثير في مجال الطاقة المتجددة. وسيلقي رئيس مجلس الدولة كلمة فيه. كما سيحضر حفل الافتتاح للدورة الـ4 لمؤتمر رجال الأعمال وندوة الاستثمارات لمنتدى التعاون الصيني العربي، التي تعد من أكثر الآليات تأثيراً في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.
|
|
|
ثالثاً، حول الزيارة لدولة قطر.
قال تشاي جيون إن هذه الزيارة هي الأولى لرئيس مجلس الدولة الصيني لقطر منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وشهدت العلاقات الصينية القطرية تطوراً سلساً في السنوات الأخيرة، وبلغ حجم التبادل التجاري في الـ11 شهراً الأولى لعام 2011 5.1 مليار دولار بزيادة قدرها 72%. وتهدف هذه الزيارة إلى تعزيز التفاهم والتعاون المتبادل المنفعة بين البلدين في كافة المجالات. وخلال هذه الزيارة، سيلتقي رئيس مجلس الدولة ون جياباو مع كل من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ومعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد، لتبادل الآراء مع القيادة القطرية حول سبل تعزيز الصداقة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات والقضايا الأخرى محل الاهتمام المشترك. كما سيوقع الجانبان على اتفاقيات التعاون في المجالات المالية والاستثمارية وغيرها.
اختتم تشاي جيون الإحاطة الإعلامية بالتعبير عن ثقته بأن هذه الزيارة ستتكلل بكل النجاح تحت الجهود المشتركة من الأطراف المعنية.
