يوم 18 يناير عام 2012، حضر رئيس مجلس الدولة ون جياباو الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لمؤتمر رجال الأعمال وندوة الاستثمارات لمنتدى التعاون الصيني العربي المنعقدة في الشارقة بالإمارات وألقى كلمة.
قال ون جياباو إن جذور التواصل بين الصين والعالم العربي تضرب في أعماق التاريخ. وطوال السنين الماضية، ظللنا نقف جنبا إلى جنب في السراء والضراء ونشأت صداقة عميقة بيننا. إن تاريخ التواصل بين الصين والدول العربية هو بحد ذاته تاريخ الصداقة والتبادل والتضامن والتعاون. بدأت العلاقات الصينية العربية من التعاون الاقتصادي والتجاري الذي يبقى أكثر جزء حيوية في هذه العلاقات وحبل الود الذي يربط بين الشعبين الصيني والعربي، وعاد بفوائد ملموسة على الشعبين الصيني والعربي ويخدم رفاهيتهما. كلما يتنامى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، كلما تزداد العلاقات الصينية العربية والصداقة التقليدية بين الشعبين قوة ومتانة.
وأضاف ون جياباو أن عالم اليوم يمر بتغيرات تاريخية ذات تداعيات عميقة ومعقدة، وتشهد منطقة غربي آسيا وشمالي أفريقيا أيضا تغيرات هائلة تجلب التحديات والتداعيات الكبيرة لدول المنطقة. إن الصين كصديق طيب وشريك حميم وأخ عزيز للدول العربية، تتابع بكل الاهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وتستعد لتقديم ما في وسعها من المساعدات لتحقيق السلام والتنمية في المنطقة.
وأشار ون جياباو إلى أن العلاقات الصينية العربية جزء هام في العلاقات الخارجية الصينية، وتعطي الصين دائما الأولوية لهذه العلاقات في سياستها الخارجية. في ظل التعقيدات الدولية الراهنة، من الأجدر بنا تعزيز التضامن والتعاون بروح الفريق الواحد بين الجانبين. فأكد على النقاط التالية:
أولا، تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون الاستراتيجي. تدعم الصين جهود دول الخليج ومجلس التعاون الخليجي من أجل صيانة الاستقرار وتحسين معيشة الشعب. وتدعو إلى ترك دول المنطقة وشعوبها تقرر شؤونها بنفسها، واحترام رغبات ومطالب دول المنطقة وشعوبها في التغيير، وتدعم حق دول المنطقة في اختيار طرق تنموية تتماشى مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة. وندعو إلى إقامة معادلة إقليمية مستقرة ومتوازنة، ونشجع دول المنطقة على التعامل مع العلاقات بينها وفقا لمبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وحل الخلافات بالعقلانية عبر الحوار والتشاور. وإننا على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الدول العربية للعب دور بناء في الشؤون الإقليمية والدولية، بما يسهم في إقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد أكثر عدلا وإنصافا.
ثانياً، تعزيز التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة. على الجانبين فتح أسواقهما لبعضهما البعض بصورة أوسع لتوظيف المزايا النسبية لكل من الجانبين وتوسيع حجم التبادل التجاري، بما يجعل التجارة الصينية العربية أكثر استدامة وتوازناً. ويتعين على الجانبين تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والموارد، لإقامة علاقات التعاون المبنية على الاستقرار الطويل المدى والمنفعة المتبادلة. كما يتعين الجانبين بذل جهود مشتركة لتعزيز التسهيلات الاستثمارية. ستواصل الصين تشجيع شركاتها على الاستثمار وإنشاء المصانع في الدول العربية. ظلت الصين تتابع بالاهتمام التنمية والنهضة في العالم العربي، وتستعد لمواصلة تقديم مساعدات اقتصادية وتقنية للدول العربية التي تحتاج إليها، وتنفيذ المزيد من المشاريع التي تساهم في تحسين معيشة الشعب.
ثالثاً، توسيع التبادل الثقافي والشعبي وتعزيز الصداقة التقليدية. على الجانبين العمل على مواكبة مستجدات العولمة والمعلوماتية والتقدم التكنولوجي ودفع التبادل الثقافي والشعبي بين الجانبين الصيني والعربي وإثراء مقوماته، بما يعزز الاحترام المتبادل والوئام بين الأعراق والأديان والمعتقدات والثقافات. تستعد الصين لتعزيز التعاون مع الدول العربية في مجال التعليم والموارد البشرية والسياحة والمجالات الأخرى.
أكد ون جياباو على أن إنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي خطوة هامة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين وسيكون معلماً جديداً في مسيرة العلاقات الصينية العربية. يجب على الجانبين إظهار المزيد من الإرادة السياسية لإتمامها والتوقيع على اتفاقية منطقة التجارة الحرة في أسرع وقت ممكن.
اختتم ون جياباو كلمته بالقول إن كلا من الأمة الصينية والأمة العربية قدم مساهمة بارزة في تقدم الحضارة البشرية. وفي عالمنا اليوم الذي يزداد فيه الاعتماد المتبادل والتواصل بين مختلف الدول، وتواجه البشرية التحديات والفرص المشتركة، فيجب علينا بذل جهود مشتركة بعقلية أكثر انفتاحاً وبصدر أكثر رحابة من أجل نبذ التعصب وإيجاد قواسم مشتركة وترك الخلافات جانبا وحل المنازعات وتعزيز التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة والحفاظ على السلام وبناء عالم تسوده الرفاهية والأمان والانسجام والاستقرار. فلنتواكب مع تيار العصر، ونتقدم جنباً إلى جنب نحو مستقبل مشرق للبشرية يسوده السلام الدائم والرخاء والازدهار.
انعقدت الدورة الرابعة لمؤتمر رجال الأعمال وندوة الاستثمارات لمنتدى التعاون الصيني العربي بتنظيم المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية وغرفة تجارة وصناعة الشارقة. حضر الجلسة الافتتاحية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وسعادة السيد الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية والمسؤولون الحكوميون ورجال الأعمال الصينيون والعرب.
في نفس اليوم، قابل ون جياباو أعضاء سفارة الصين لدى الإمارات وأخذ صور جماعية معهم.