كلمة رئيس مجلس الدولة ون جياباو في الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لمؤتمر رجال الأعمال وندوة الاستثمارات لمنتدى التعاون الصيني العربي(النص الكامل)

2012-01-19 08:31

ألقى رئيس مجلس الدولة ون جياباو كلمة في الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لمؤتمر رجال الأعمال وندوة الاستثمارات لمنتدى التعاون الصيني العربي المنعقدة في الشارقة بالإمارات يوم 18 يناير عام 2012. وفيما يلي النص الكامل:

بذل جهود مشتركة لخلق مستقبل مشرق للتعاون الصيني العربي

- كلمة دولة السيد ون جياباو رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية

في الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لمؤتمر رجال الأعمال وندوة الاستثمارات لمنتدى التعاون الصيني العربي

(الشارقة، الإمارات، يوم 18 يناير عام 2012)

صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة المحترم،

السيدات والسادة والأصدقاء،

صباح الخير.

يسعدني كل السعادة أن أحضر الدورة الرابعة لمؤتمر رجال الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي، واسمحوا لي في البداية أن أعرب عن شكري القلبي إلى الجهة المنظمة على حسن الإعداد والتنظيم. في اليومين الماضيين، التقيتُ بأعضاء القيادة الإماراتية، وحضرتُ القمة العالمية لطاقة المستقبل، وأجريتُ اتصالات واسعة مع شخصيات المجتمع الإماراتي، حيث لمستُ المودة والمحبة من الشعب الإماراتي. وبهذه المناسبة، أود أن أتقدم نيابة عن الصين حكومة وشعبا بأطيب التحيات والتمنيات إلى اخوتنا العرب.

يبقى العرب اسما خالدا في سجل تاريخ عالمنا كصاحب حضارة عظيمة وصانع إنجازات مميزة في علوم الفلسفة والرياضيات والفلك والقانون وغيرها ومساهم هام في تعزيز التواصل بين الحضارتين الشرقية والغربية. وعاشت الحضارة الإسلامية عصرها الذهبي عندما كانت أوروبا غارقة في ظلام العصور الوسطى. وكان أصحاب الإنجازات الباهرة في عصر النهضة الأوروبية يرون أبعد ممن عايشهم في عالم الإبداع الأدبي والعلمي والفني والفكري، ليس وراء ذلك سبب آخر سوى أنهم واقفون على أكتاف العمالقة المسلمين. إن قيم الإسلام التي تحرص على السلام والعقلانية والتسامح وتدعو إلى العلم والتعليم تركت بصمات عميقة الأثر على فكر الإنسان، وتتلألأ نجومها في كبد سماء الحضارة البشرية.

إن هذه الزيارة التي تعد الأولى بالنسبة لي لدول الخليج أكسبتني فهما جديدا للعالم العربي. وإنني لا أخفي إعجابي وانبهاري ببرج الخليفة في دبي، وذلك ليس فقط بارتفاعه الشاهق وإنما بما يرمز إليه من الحلم والإرادة لدى الشعب العربي في تحقيق الفوز والإنجاز في هذه الأرض القاحلة. لا تُعرف منطقة الخليج بصحرائها ذات الظروف الطبيعية القاسية فقط، وإنما بأهلها المتميز بالجد والاجتهاد والمثابرة. وهنا ليس بوسعي إلا أن أتذكر منطقة شمال غرب الصين حيث عملتُ أيام شبابي، توجد فيها أراض صحراوية شاسعة تشبه بمنطقة الخليج من حيث البيئة الطبيعية. إن أشجار الحور هناك – مثل أشجار النخيل التي نراها منتشرة في منطقة الخليج تتميز بقدرة عالية على مقاومة الجفاف والرياح والرمال والبقاء والنمو. وأنا في غاية الإعجاب بهذه الأشجار التي تمثل رمزا لصمود وصلابة الشعبين الصيني والعربي أمام الصعوبات والتحديات. وأي شعب يتصف بهذه الصفات سيتمكن بلا شك من تجاوز أي صعوبة وفتح مستقبل مشرق.

تضرب جذور التواصل بين الصين والعالم العربي في أعماق التاريخ. وطوال السنين الماضية، ظللنا نقف جنبا إلى جنب في السراء والضراء ونشأت صداقة عميقة بيننا. وعاش شعبانا العظيمان تجارب متشابهة، حيث قاسينا من آلام لا تحصى ومعانات لا توصف. وظللنا شركاء طيبين في التعاون المتبادل المنفعة منذ قديم الزمن، حيث قام أجدادنا بالتبادل التجاري والثقافي عبر طريق الحرير متجشمين عناء السفر في الصحراء الفسيحة ومتحدين للأمواج الهائجة في البحر. كما ظللنا أصدقاء أوفياء ومخلصين بدليل على أننا تبادلنا التفهم والاحترام والدعم والمساعدة في العصر الحديث سواء في النضال من أجل كسب الاستقلال والكرامة الوطنية أم في المسيرة المستمرة من أجل إقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد عادل ومنصف. لن ينسى الشعب الصيني أبدا أن الاخوة العرب قدموا لنا مساعدات سخية إثر الزلزال المدمر في ونتشوان في الصين عام 2008. كما يقول مثل: بطول السفر، تُعرف قوة الجواد، وبشدائد الزمن، يُعرف قلب الإنسان. لذلك، نقول إن تاريخ التواصل بين الصين والدول العربية هو بحد ذاته تاريخ الصداقة والتبادل والتضامن والتعاون.

بدأت العلاقات الصينية العربية من التعاون الاقتصادي والتجاري الذي يبقى أكثر جزء حيوية في هذه العلاقات وحبل الود الذي يربط بين الشعبين الصيني والعربي. وإن الصين والدول العربية شريكان طبيعيان لما لهما من المزايا التكاملية. في العقود الماضية، شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين نموا قويا ومستمرا. وازداد حجم التبادل التجاري بمعدل نمو سنوي يزيد على 30% في السنوات الـ10 الماضية، وأصبحت الدول العربية سابع أكبر شريك تجاري للصين. في عام 2011، بلغت التجارة الصينية العربية مستوى قياسيا رغم الصعوبات والتحديات. وتعد الدول العربية مقصدا هاما لاستثمارات الشركات الصينية في الخارج وسوقا هامة لها في تنفيذ مشاريع المقاولة الهندسية. بالإضافة إلى المجالات التقليدية مثل التجارة والاستثمار، يشهد التعاون المشترك تطورا كبيرا في مجالات المالية والطيران المدني والسياحة والزراعة وتطوير الموارد البشرية وغيرها. وجاء التعاون الاقتصادي والتجاري بفوائد ملموسة على الشعبين الصيني والعربي ويخدم رفاهيتهما. كلما يتنامى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، كلما تزداد العلاقات الصينية العربية والصداقة التقليدية بين الشعبين قوة ومتانة.

من المسؤولية الهامة لحكومات الجانبين صيانة العلاقات الصينية العربية ودفعها إلى الأمام باستمرار. حضرتُ الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي المنعقد في مدينة تيانجين الصينية عام 2010، وحيث أعلن الجانبان إقامة علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة، ما رفع العلاقات الصينية العربية إلى مستوى جديد. تأتي زيارتي هذه إلى منطقة الخليج أيضا في إطار تعزيز الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية. قد قررت الصين والسعودية خلال هذه الزيارة الارتقاء بالعلاقات الثنائية في إطار العلاقات الاستراتيجية، وأعلنت الصين والإمارات إقامة الشراكة الاستراتيجية بينهما. وتوصلت الحكومة الصينية والحكومتان السعودية والإماراتية إلى أكثر من 10 اتفاقيات التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والمالية والبنية التحتية والتبادل الثقافي والشعبي، من بينها اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري تصل قيمتها إلى حوالي 100 مليار يوان صيني. كما وقعت الحكومتان الصينية والإماراتية اتفاقية تبادل العملات المحلية بقيمة 35 مليار يوان صيني، وهي الأولى من نوعها بين الصين والدول العربية. كما التقيت مع معالي الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي، وتوصلنا إلى كثير من التوافق حول سبل ترسيخ الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون المتبادل المنفعة في شتى المجالات وإجراء التبادل بالأشكال المختلفة ومواصلة رفع مستوى العلاقات بين الجانبين. نأمل أن تساهم هذه الزيارة في تدعيم التعاون بين الصين ودول الخليج وتعزيز العلاقات الصينية العربية.

أيها الأصدقاء،

يمر عالم اليوم بتغيرات تاريخية ذات تداعيات عميقة ومعقدة، وتزداد عوامل عدم الاستقرار وعدم اليقين بشكل ملحوظ، وتتعاقب الأزمات والاضطرابات، وتتشابك القضايا الساخنة الإقليمية مع التحديات العالمية. وتشهد منطقة غربي آسيا وشمالي أفريقيا أيضا تغيرات هائلة تجلب التحديات والتداعيات الكبيرة لدول المنطقة. إن الصين كصديق طيب وشريك حميم وأخ عزيز للدول العربية، تتابع بكل الاهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وتستعد لتقديم ما في وسعها من المساعدات لتحقيق السلام والتنمية في المنطقة. نرى أن الصعوبات التي تواجهها الدول العربية هي عابرة. وتتمتع الأمة العربية بتاريخ عريق وحضارة باهرة وتقاليد أصيلة تدعو إلى السلام والعقلانية وروح الإصرار والمثابرة، وظلت صامدة أمام المحن والمعانات بحكمتها المتميزة وإرادتها القوية. فيثق الشعب الصيني بأنه طالما يستفيد الشعب العربي العظيم من الرصيد الغني لثقافته التقليدية ويواكب تيار العصر، فسيتمكن من حل المشاكل القائمة وتدبير أموره بشكل مناسب وتحقيق النهضة والتحديث.

تعتبر العلاقات الصينية العربية جزءا هاما في العلاقات الخارجية الصينية، وتعطي الصين دائما الأولوية لهذه العلاقات في سياستها الخارجية. لما نستعرض سجل التبادل بين الصين والدول العربية، فنجد حقيقة هامة جدا، ألا وهي، مهما كانت التغيرات الدولية ومهما كانت التحديات والصعوبات، نعتز نحن الصينيون والعرب بالصداقة التقليدية بيننا وظللنا أصدقاء وشركاء واخوة أوفياء يشاركون في السراء والضراء. في ظل التعقيدات الدولية الراهنة، من الأجدر بنا تعزيز التضامن والتعاون بروح الفريق الواحد بين الجانبين. فأود أن أؤكد على النقاط التالية:

أولا، تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون الاستراتيجي. ينتمي كل من الصين والدول العربية إلى العالم النامي، ويشكل عدد سكانها ربع سكان العالم، وتبلغ مساحة أراضيها سُدس مساحة الأرض. فمن المصلحة المشتركة للجانبين تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة ودفع التعاون الاستراتيجي وتبادل الدعم للهموم الجوهرية للجانب الآخر. إن الصين قوة ثابتة تدعم السلام والاستقرار والتنمية في دول المنطقة، وهي تدعم جهود دول الخليج ومجلس التعاون الخليجي من أجل صيانة الاستقرار وتحسين معيشة الشعب. وندعو إلى ترك دول المنطقة وشعوبها تقرر شؤونها بنفسها، واحترام رغبات ومطالب دول المنطقة وشعوبها في التغيير، وندعم حق دول المنطقة في اختيار طرق تنموية تتماشى مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة. وندعو إلى إقامة معادلة إقليمية مستقرة ومتوازنة، ونشجع دول المنطقة على التعامل مع العلاقات بينها وفقا لمبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وحل الخلافات بالعقلانية عبر الحوار والتشاور. وإننا على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الدول العربية للعب دور بناء في الشؤون الإقليمية والدولية، بما يسهم في إقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد أكثر عدلا وإنصافا.

ثانياً، تعزيز التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة. إن المنفعة المتبادلة هي التي تضمن استدامة التعاون بين دولة ودولة. ويتمتع التعاون الاقتصادي الصيني العربي بصفة التكامل القوية وآفاق مشرقة. لذلك، علينا أن نفتح أسواقنا لبعضنا البعض بصورة أوسع لتوظيف المزايا النسبية لكل من جانبينا وتوسيع حجم التبادل التجاري، حيث لا تسعى الصين إلى تحقيق الفائض التجاري، بل وترغب في استيراد المزيد من المنتجات العربية بشكل عام، ومنتجات غير الطاقة بشكل خاص، بما يجعل التجارة الصينية العربية أكثر استدامة وتوازناً. ويتعين علينا أن نعزز التفاهم والثقة المتبادلة والتعاون في مجالات الطاقة والموارد، لإقامة علاقات التعاون المبنية على الاستقرار الطويل المدى والمنفعة المتبادلة. كما يتعين علينا أن نبذل جهوداً مشتركة لتعزيز التسهيلات الاستثمارية وخلق بيئة سياسية أفضل وتوفير الخدمات العالية المستوى لشركات الجانبين. ستواصل الصين تشجيع شركاتها على الاستثمار وإنشاء المصانع وتنفيذ المزيد من المشاريع الكبيرة والمؤثرة في الدول العربية، وفي الوقت نفسه، نرحب بالشركات العربية للاستثمار ومزاولة الأعمال في الصين. إن الصين كصديق مخلص للدول العربية، ظلت تتابع بالاهتمام التنمية والنهضة في العالم العربي، وتستعد لمواصلة تقديم مساعدات اقتصادية وتقنية للدول العربية التي تحتاج إليها، وتنفيذ المزيد من المشاريع التي تساهم في تحسين معيشة الشعب.

ثالثاً، توسيع التبادل الثقافي والشعبي وتعزيز الصداقة التقليدية. إن كلاً من الحضارة الصينية والحضارة العربية كنز للحضارة البشرية، فيجب أن يكون لهما دور بارز في تعزيز التنوع الثقافي العالمي والحوار بين الحضارات، وذلك يتطلب عملنا على مواكبة مستجدات العولمة والمعلوماتية والتقدم التكنولوجي ودفع التبادل الثقافي والشعبي بين الجانبين الصيني والعربي وإثراء مقوماته، بما يعزز الاحترام المتبادل والوئام بين الأعراق والأديان والمعتقدات والثقافات. لذا، فتدعم الصين مواصلة عقد ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، ومؤتمر الصداقة الصينية العربية، ومنتدى التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام، وترحب بإقامة المزيد من المعارض ومهرجانات الفنون والأسابيع الثقافية لدى الجانبين ونشر مزيد من المؤلفات المتميزة. كما نشجع تبادل مزيد من الطلبة الوافدين بين الجانبين وتعزيز تعليم اللغة العربية في الصين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الدول العربية في مجال الموارد البشرية، وذلك من خلال إتمام خطة تقضي بتدريب 1000 كادر عربي سنوياً في التخصصات المختلفة في الفترة ما بين عامي 2010 و2012. وترحب الصين باخوتنا العرب للسياحة في الصين وتدعم إدراج مزيد من الدول العربية على قائمة المقاصد السياحية للمواطنين الصينيين، وذلك ينطلق من قناعتنا بأن التبادل الثقافي والشعبي سيقرٌب شعبينا، ويزيد من توافقنا، ويرسخ الصداقة الصينية العربية جيلاً بعد جيل.

إن مؤتمر رجال الأعمال اليوم هو أيضاً ندوة الاستثمارات، وأنتم تمثلون نخبة من رجال الأعمال الصينيين والعرب الذين يشاركون ويساهمون مباشرة في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. وفي الوقت الراهن، تتفاقم التداعيات العميقة الجذور المترتبة على الأزمة المالية العالمية، ويكتنف عملية انتعاش الاقتصاد العالمي الغموض، الأمر الذي يشكل تحديات صعبة للتنمية لدول العالم، ودول الخليج والدول العربية الأخرى ليست بمنأى عنها. في ظل هذه الأوضاع، يكتسب هذا المؤتمر أهمية خاصة. ينتمي كل من الصين والدول العربية إلى العالم النامي، وكلنا نعيش مرحلة حاسمة للتنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب، وكلنا نواجه مهمة ملحة لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية مع الإسراع في تحويل أنماط نمو الاقتصاد والارتقاء بها. فيتعين علينا أن نعمل سوياً من أجل دفع التعاون الصيني العربي القائم على المنفعة المتبادلة ليصبح أكبر حجماً وأكثر اتساعاً وعمقاً، بما يخدم الشعبين بصورة أفضل. وإن إنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي خطوة هامة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين وسيكون معلماً جديداً في مسيرة العلاقات الصينية العربية. وقد استمرت المفاوضات 7 سنوات ونصف سنة، والإسراع في عملية المفاوضات يمثل الرغبة المشتركة للشركات الصينية والعربية على حد سواء. وفي الوقت الذي تقترب فيه المفاوضات من نهايتها، يجب على الجانبين إظهار المزيد من الإرادة السياسية لإتمامها والتوقيع على اتفاقية منطقة التجارة الحرة في أسرع وقت ممكن. وتتفهم الصين مطالب دول مجلس التعاون الخليجي، وتستعد لإظهار أكبر قدر من النية الصادقة لدفع المفاوضات لإحراز تقدم جوهري. وإن إنشاء منطقة التجارة الحرة سيوفر بكل التأكيد فرصاً تجارية هائلة لشركات الجانبين. ونأمل منكم اغتنام هذه الفرص لإنجاز طموحاتكم بما يحقق طفرة وازدهارا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية.

أيها الأصدقاء،

قدم كل من الأمة الصينية والأمة العربية مساهمة بارزة في تقدم الحضارة البشرية. ومنذ آلاف السنين، سهر أجدادنا بلا كلل وملل على تحقيق الرفاهية للبشرية والسلام والتنمية في العالم. وفي عالمنا اليوم الذي يزداد فيه الاعتماد المتبادل والتواصل بين مختلف الدول، وتواجه البشرية التحديات والفرص المشتركة، فيجب علينا بذل جهود مشتركة بعقلية أكثر انفتاحاً وبصدر أكثر رحابة من أجل نبذ التعصب وإيجاد قواسم مشتركة وترك الخلافات جانبا وحل المنازعات وتعزيز التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة والحفاظ على السلام وبناء عالم تسوده الرفاهية والأمان والانسجام والاستقرار. كما قال فيلسوف:" ما نسعى إليه ليس صنع كتب، وإنما هو صنع قيم، وليس كسب معارك واحتلال الأراضي، وإنما هو بناء النظام وتحقيق الأمن والاستقرار. ما يهم رجلاً عظيماً حقيقياً هو خلق نمط مناسب للحياة للبشرية." فلنتواكب مع تيار العصر، ونتقدم جنباً إلى جنب نحو مستقبل مشرق للبشرية يسوده السلام الدائم والرخاء والازدهار.

وشكراً.

 ???? ??? ????     ?????

رقم 2 الشارع الجنوبي ، تشاو يانغ من ، حي تشاو يانغ ، مدينة بكين رقم البريد : 100701 التليفون : 65961114 - 10 - 86 +