كلمة رئيس مجلس الدولة ون جياباو في حفل الافتتاح للمؤتمر الرابع لرجال الأعمال الصينيين والأفارقة

2012-07-18 18:24

تعميق التعاون العملي لتحقيق التنمية المشتركة

كلمة رئيس مجلس الدولة ون جياباو في حفل الافتتاح للمؤتمر الرابع لرجال الأعمال الصينيين والأفارقة

(بكين، يوم 18 يوليو عام 2012)

فخامة الرئيس أوبيانغ رئيس غينيا الاستوائية،

فخامة الرئيس محمدو إيسوفو رئيس النيجر المحترم،

دولة رئيس الوزراء للرأس الأخضر نيفيس المحترم،

دولة رئيس الوزراء الكيني أودينغا المحترم،

السيدات والسادة والأصدقاء،

هذه هي المرة الثالثة التي أحضر فيها مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والأفارقة. ويسعدني أن أرى أن التبادل والتعاون بين دوائر الأعمال الصينية والأفريقية يشهدان نموا وازدهارا مطردين. باسم الحكومة الصينية، أود أن أعبر عن التهاني الحارة لكم بمناسبة افتتاح المؤتمر الرابع لرجال الأعمال الصينيين والأفارقة، وأتقدم بالتحيات الصادقة والتمنيات الطيبة للمشاركين في المؤتمر.

ذهبتُ إلى أفريقيا في زيارتي الخارجية الرسمية الأولى بعد تولي منصب رئيس مجلس الدولة الصيني في عام 2003، حيث حضرتُ مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وقمتُ بزيارة إلى أثيوبيا. وفي عام 2006، قمتُ بالجولة الأفريقية الثانية التي تشمل سبع دول في شمالي وجنوبي القارة، ولا تزال هذه الزيارة ماثلة في ذهني. وخلال هذه الزيارة، كتبتُ شعرا عنوانه "عدتُ إلى بيتي". وفي عام 2009، زرتُ أفريقيا مرة أخرى، حيث حضرتُ حفل الافتتاح للاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي. في ذلك الوقت، كانت الأزمة المالية العالمية قد طالت أفريقيا أيضا. وأعلنتُ نيابة عن الحكومة الصينية ثمانية إجراءات جديدة لتعزيز التعاون الصيني الأفريقي ودعم التنمية في أفريقيا، الأمر الذي أثبت عزيمة الصين على مواجهة التحديات معا مع أفريقيا.

على الرغم من تقلبات الأوضاع الدولية في السنوات الأخيرة، تبقى علاقات الصداقة والتعاون بين الصين وأفريقيا، مثل شجرة شاهقة، صامدة أمام اختبارات العواصف وتستمر في النمو، وهي لم تسفر عن ثمار ملموسة فقط، ولكنها أسفرت أيضا عن الصداقة والثقة المتبادلة، والتي هي أغلى من الذهب. قد أثبت التاريخ مرارا وتكرارا أن الصين وأفريقيا صديقان طيبان شريكان طيبان وأخوان طيبان إلى الأبد.

شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا نموا جيدا كما وكيفا.

-- نمت التجارة بين الجانبين بسرعة مع تحسن هيكلها وجودتها. تبقى الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة ثلاث سنوات متتالية. وفي عام 2011، ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا إلى 166.3 مليار دولار بزيادة 83% عما كان عليه عام 2009، حيث تضاعفت صادرات أفريقيا إلى الصين مرتين، وأصبحت أكثر تنوعا. الآن توجد في الأسواق الصينية منتجات صناعية أفريقية مثل الصلب والنحاس والأسمدة وغيرها، كما تزداد المنتجات الزراعية الأفريقية أيضا.

-- أحرز التعاون في مجال التمويل تقدما ملحوظا، وتتماشى مشاريع التعاون المعنية مع احتياجات التنمية في أفريقيا على نحو أنسب. قد وضعت الأزمة المالية العالمية الدول الأفريقية تحت ضغط كبير جدا من نقص التمويل. فتحرص الحكومة الصينية على الوفاء بتعهداتها بتوفير 10 مليار دولار من القروض الميسرة لأفريقيا وتشجيع المؤسسات المالية الصينية على زيادة القروض التجارية لأفريقيا. وخلال تنفيذ مشاريع التعاون، نعطي الأولوية للجدوى الاجتماعية مع ضمان الجدوى الاقتصادية. وأكملنا عددا من المشاريع لزيادة الطاقة الإنتاجية وتحسين معيشة الشعب، مما عزز قدرة أفريقيا على التنمية الذاتية.

-- شهدت الاستثمارات الصينية في أفريقيا نموا قويا، وتتنوع المجالات والأساليب للتعاون. بحلول يونيو عام 2012، بلغت الاستثمارات الصينية في أفريقيا 45 مليار دولار، بما في ذلك أكثر من 15 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة، وتشكل الاستثمارات في قطاع التصنيع والقطاع المالي وقطاع البناء 60% من إجمالي الاستثمارات الصينية في أفريقيا، ويشكل التعدين حوالي 25%. وتم تأسيس أكثر من 2000 شركة صينية في مختلف القطاعات في 50 دولة أفريقية، وأكثر من 85% من موظفيها هم أفارقة. وتتقدم عملية البناء لمناطق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا بصورة سلسة مما دفع عجلة النمو الصناعي في أفريقيا.

-- زادت الصين من مساعداتها لأفريقيا، مع إيلاء اهتمام أكبر للتنمية المستدامة. في السنوات الثلاث الماضية، تضاعفت مساعدات الصين لأفريقيا تقريبا، واستخدمت هذه المساعدات بشكل متزايد في تحسين معيشة الشعب والحد من الفقر ومكافحة الكوارث الطبيعية وبناء القدرات. وقامت الصين ببناء مدارس ومستشفيات وطرق وجسور ومرافق مياه الشرب في أفريقيا. وأرسلنا عددا كبيرا من الخبراء الزراعيين والأطباء إلى أفريقيا. وقمنا بتدريب 21 ألف أفريقي في مختلف التخصصات. و قدمت الصين المساعدات الغذائية العاجلة عدة مرات إلى دول القرن الأفريقي والدول الأفريقية الأخرى التي ضربتها المجاعة. وقامت الصين ببناء مجموعة من المراكز النموذجية للتكنولوجيا الزراعية ونحو 100 مشروع للطاقة النظيفة في أفريقيا، الأمر الذي يعلب دورا إيجابيا في تعزيز القدرة الأفريقية على مواجهة التحديات مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ.

في الوقت نفسه، لا يخفى علينا أن المسائل القديمة والجديدة التي تصاحب عملية النمو السريع للتعاون الاقتصادي بين الصين وأفريقيا لم تعالج بشكل نهائي. وأنا أعلم أن أصدقائنا الأفارقة يأملون أن تستورد الصين المزيد من المنتجات المصنعة محليا والمنتجات ذات القيمة المضافة العالية من أفريقيا، وتقوم بالمزيد من الاستثمار في مجالات أوسع، وتوفر المزيد من التمويل، وتعزز من نقل التكنولوجيا، وتراعي مطالب الشركات الأفريقية على نحو أفضل. تأخذ الحكومة الصينية هذه الرغبات والمطالب الطبيعية والمعقولة على محمل الجد، ونعمل الآن مع الدول الأفريقية لإيجاد حلول فعالة لهذه المسائل. تحدونا ثقة كاملة بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا، وأنا متأكد من أن هذا التعاون سيكون له مستقبل أكثر إشراقا.

السيدات والسادة، والأصدقاء،

في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية، بذلت الدول الأفريقية جهودا جادة في تعزيز التكامل الأفريقي والتعاون الدولي، وتمكنت من الحفاظ على الاستقرار والنمو، وأصبحت قوة دافعة هامة في تغيير وتعديل المعادلة الدولية. تشيد الصين بما حققته أفريقيا من المنجزات وتحدوها ثقة تامة بمستقبل القارة. تتمتع الصين وأفريقيا اليوم بالمصالح المشتركة المتزايدة وأسس التعاون الأقوى. ستواصل الصين الالتزام بمبدأ الصداقة المخلصة والمساواة والمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، والعمل مع الدول الأفريقية من أجل رفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا إلى مستوى أعلى.

-- ضرورة تعزيز التشاور والتنسيق على المستوى الحكومي. وهذا أمر مهم جدا بالنسبة إلى تحقيق النمو المستدام والسليم للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا. إن الصين مستعدة للعمل مع الحكومات الأفريقية لوضع خطط التعاون على المدى المتوسط والطويل بما يتفق مع الظروف الوطنية واستراتيجيات التنمية لكل من الجانبين بحيث يحقق تكاملا أكبر لصناعات الجانبين. كما علينا تحسين القوانين واللوائح ذات الصلة وتعزيز آليات الاتصال والحوار بما يوفر ضمانا قانونيا لتعميق التعاون.

-- ضرورة تحقيق التنمية المتوازنة للتجارة بين الصين وأفريقيا. فقررت الصين تنفيذ "خطة خاصة للتجارة مع أفريقيا"، سنرسل في إطار هذه الخطة وفودا للترويج الاستثماري والتجاري إلى أفريقيا في الوقت المناسب بهدف زيادة الواردات من أفريقيا. ونؤيد إقامة المزيد من معارض المنتجات الأفريقية وتقديم التسهيلات للشركات الأفريقية لترويج منتجاتها. وستفتح الصين أسواقها للدول الأفريقية إلى حد أكبر، وتعطي معاملة الرسوم الجمركية الصفرية للمزيد من المنتجات في بنود التعريفة الجمركية للدول الأفريقية الأقل نموا التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين.

-- ضرورة تعزيز التعاون الاستثماري. إن الصين تتبع نهج "المؤسسات تنفذ مشاريع التعاون بإرشاد الحكومة على أساس قانون السوق والمنفعة المتبادلة". وسنولي المزيد من الاهتمام إلى تحسين معيشة الشعب وخلق فرص العمل في الدول المضيفة وحماية البيئة في أفريقيا واحترام الثقافات والعادات المحلية. سنولي اهتماما أكبر أيضا لإدارة المشاريع ودراستها وضمان جدوى وجودة الاستثمار. سنواصل تشجيع الشركات الصينية ذات القدرة القوية والسمعة الطيبة على الاستثمار في أفريقيا، ونشجعها على الاستثمار في قطاع التصنيع، وندعم الشركات والمؤسسات المالية الصينية على المشاركة في تطوير البنية التحتية في أفريقيا مثل النقل والاتصالات وتوليد الكهرباء والري بأشكال مختلفة، وخاصة من خلال الاستثمار المشترك والتعاون المشترك، بما يرفع مستوى نقل التكنولوجيا لمساعدة الدول الأفريقية على تعزيز القدرة على التنمية الذاتية. ستكمل الصين الوفاء بتعهداتها بتوفير القروض الميسرة إلى أفريقيا قبل نهاية السنة الجارية. وعلى هذا الأساس، ستوفر الصين قروضا ميسرة وقروضا تجارية جديدة.

-- ضرورة العمل معا على مواجهة أزمة الغذاء. يجب علينا مواصلة إعطاء الأولوية للتعاون في مجال الزراعة والأمن الغذائي في التعاون بين الصين وأفريقيا، وذلك لتوفير الضمان الأساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا. إن الصين على استعداد لمساعدة الدول الأفريقية، بناء على مطالبها، على تحسين قدرتها على إنتاج الحبوب الغذائية وتصنيعها من خلال توسيع التجارة والاستثمار والمساعدات والتعاون التكنولوجي. سنبني المزيد من المراكز النموذجية للتكنولوجيا الزراعية في أفريقيا، ونواصل إرسال مجموعات التكنولوجيا الزراعية لنقل التكنولوجيا والخبرات في الإنتاج الزراعي إلى الدول الأفريقية، كما سنقدم المساعدات الغذائية العاجلة للدول الأفريقية في حدود استطاعتنا.

 

-- ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة. تهنئ الصين جنوب أفريقيا على نجاح استضافتها لمؤتمر ديربان لتغير المناخ، وتعرب عن تقديرها لاهتمام مؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة الأخير بالتنمية المستدامة في أفريقيا. ستواصل الصين تعميق الشراكة مع أفريقيا في مواجهة تغير المناخ، وتعزيز الحوار السياسي والتعاون معها بشأن تغير المناخ. وسنقدم دعما أقوى لأفريقيا في مجال حماية الغابات ومواجهة الكوارث الطبيعية والتخفيف من آثارها ومكافحة التصحر والمحافظة على البيئة الأيكولوجية وإدارة البيئة. وسنزيد من مساعداتنا لأفريقيا لتنفيذ المزيد من المشاريع لتحسين معيشة الشعب ورفع قدرة أفريقيا على تحقيق التنمية المستدامة. ندعو المجتمع الدولي لمعالجة مشكلة نقص وسائل التنفيذ في مجال التنمية المستدامة، ونحث الدول المتقدمة على الوفاء بتعهداتها بمساعدة الدول الأفريقية.

السيدات والسادة، والأصدقاء،

إن الصين تتمسك بكل الحزم بطريق التنمية السلمية، وتدعو إلى إقامة نظام دولي سياسي واقتصادي أكثر عدلا وإنصافا، وتعارض ممارسات عدم المساواة بجميع أشكالها، وتدعم حق الدول الأفريقية في اختيار الطرق التنموية بإرادتها المستقلة. وتنتهج الصين نهجا مفتوحا وشاملا ومتبادل المنفعة في التعاون مع أفريقيا، وستعمل مع كل من أفريقيا والمجتمع الدولي على تقديم مساهمات أكبر في تدعيم السلام والتنمية في العالم وتحقيق رفاهية البشرية.

سيعقد الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي غدا، وهو سيكون حدثا بارزا آخر في العلاقات الصينية الأفريقية. وأتمنى للاجتماع كل التوفيق والنجاح، وأتمنى للصداقة بين الصين وأفريقيا أن تبقى إلى الأبد.

شكرا لكم.

 ???? ??? ????     ?????

رقم 2 الشارع الجنوبي ، تشاو يانغ من ، حي تشاو يانغ ، مدينة بكين رقم البريد : 100701 التليفون : 65961114 - 10 - 86 +