رؤساء الوفود، السفراء ؛
السيدات والسادة:
اسمحوا لي أن أرحب نيابة عن الحكومة الصينية بقدومكم إلى بكين لحضور الجولة الثانية للمحادثات السداسية بغية تحقيق الرسالة السامية لخلق السلام، وأن أعبر عن تحياتي واحترامي لكم وعن تقديري الإيجابي وشكري لجميع الأطراف على ما أظهرته من روح التفاهم والتعاون لإنجاح هذه الجولة من المحادثات.
اليوم هو أول يوم للمحادثات حيث تبادلت الأطراف أفكارها حول بعض القضايا الجوهرية، كما أجرت اتصالات مباشرة بأشكال مختلفة على هامش المحادثات. إنها لبداية هامة.
وقد أبدت جميع الأطراف في المحادثات المرونة والرغبة في حل المشاكل مبيّنة بعض الرسائل الإيجابية والأفكار أو التصورات التي لا تخلو من نقاط مشتركة لحل المشاكل. ومن الطبيعي أن نجد خلافات في مواقف الأطراف، بل نجد خلافات كبيرة نسبيا في بعض الأحيان، مما يدل أن حل المسألة النووية يحتاج إلى عملية التقارب بين الأطراف، كما يدل أن مسيرة التحاور التي لم تتحقق بسهولة تتجه الآن إلى العمق.
أرجو من الأطراف المعنية ألا تتهرب من الخلافات، لكن دون أن تتأثر مسيرة محادثاتكم بالخلافات المؤقتة فتتزعزع ثقتكم بالحل السياسي عن طريق التحاور. فطالما تحتفظون بدرجة عالية من المنطقية والصبر ، وبدرجة عالية من الحكمة السياسية والمرونة، وطالما تتفهمون مع البعض وتقدّرون ظروف الغير كما لو كنتم في محل غيركم، سوف تقل خلافاتكم وتكثر نقاط اتفاقكم، وسوف يصبح من المحتمل تحديد الأهداف الواضحة والإطار المبدئي لحل المسألة.
إني آمل مثلكم جميعا أن تحقق هذه الجولة نتائج ملموسة، فهو أمر يتفق مع مصالح الأطراف المشاركة، ويترقّبه المجتمع الدولي بلهفة. فلنواصل جهودنا الدؤوبة من أجل ذلك.
أصدقائي الأعزاء: أصبحت دار الصيافة دياو يو تاي – هذه البناية الجديدة في بكين العريقة- أصبحت الآن بؤرة أنظار العالم. وإنكم تحملون على عواتقكم رسالة مجيدة لحل مسألة هائلة. وإني كدبلوماسي أحسدكم على هذه الفرصة التاريخية النادرة في حياتكم الدبلوماسية. وأتمنى لكم نجاحا.
سبق أن كتبت في أيام شبابي قصيدة أحب أن أتلو عليكم مع أنها قد لا تكون متطابقة تماما مع ظروفنا اليوم:
حياة الإنسان قصيرة، والتاريخ يختار من يشاء ليوكل عليه رسالته،
وهذه اللحظة الجليلة تساهم في تكوين التاريخ.
إني أدعو من صميم قلبي... أن نتمكن من وضع سيمفونية السلم والصداقة.
أخيرا، أقترح أن نشرب نخبا من أجل السلم والصداقة، من أجل نجاح المحادثات، ومن أجل صحة الرؤساء والسفراء والأصدقاء.
