اختتمت الجولة الثانية لمحادثات بكين السداسية في دار الضيافة دياويويتاى ببكين. وحضر حفل الختام الذي أشرف عليه السيد وانغ يي رئيس الوفد الصيني جميع الوفود المشاركة في المحادثات من الصين وكوريا الديمقراطية والولايات المتحدة وجمهورية كوريا واليابان وروسيا، كما حضره السيد لي تشاوشينغ وزير الخارجية الصيني الذي ألقى فيه كلمته.
قال الوزير لي تشاوشينغ إن مغزى جولة المحادثات يتمثل في تم إجراء الحوار الجوهري الذي يعتبر خطوة جديدة نحو هدف إخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية. إذ قام جميع الأطراف بالمناقشات العميقة البناءة أثناء جولة المحادثات، باحثا وسائل حل القضية بحكمة ورشد، طارحا بالتالي تصورات قيمة و مبادرة إيجابية في إبداء السياسات. فحصلت جولة المحادثات على سلسلة من النتائج التي تمتاز بأهمية كبيرة لدفع عملية المحادثات السلمية قدما من خلال التوصل إلى التوافق في الآراء بشأن عقد الجولة القادمة وتشكيل مجموعة عمل إلخ.
أضاف الوزير لي قائلا، يعلق المجتمع الدولي على جولة المحادثات آمالا كبيرة. فقد يعتقد بعض الناس أن نتائج جولة المحادثات لم تكن كثيرة والعملية لم تكن سريعة، ولكن من رأيي أن جولة المحادثات بدأ تسييرها في حالة عدم وجود الثقة المتبادلة الكافية وتفاقم الخلافات بين مواقف الأطراف المعنية، فنتائجها الواقعة لم تكن سهلة المنال، بل أنها ثمرة جهود مبذولة وأعمال شاقة من قبل جميع الأطراف، مشيرة إلى رغبة سياسية من جميع الأطراف في المضي بعملية السلام قدما، جديرة بالحرص عليها والتهنئة بها.
وأشار الوزير لي إلى أن القضية النووية في شبه الجزيرة تتشابك مع عديد من العناصر التاريخية والتناقضات الواقعية، فما زالت الخلافات الحادة قائمة، لا يمكن حلها بصورة نهائية في ظرف جولة أو جولتين من المحادثات، إذ أن طريق إلى الهدف المنشود دائما ما يكون محفوفا بالمتاعب. ولكن إرادة الشعب في تحقيق السلام مثل الجبال الشامخة لا تتزعزع، كما تستحق قضية السلام الشريفة كل هذه المتاعب حتى على حساب الراحة والغذاء. ونأمل من جميع الأطراف أن تسعى وراء تضييق هوة الخلافات وتوسيع الأرضية المشتركة بموقف بناء حتى تتوصل سويا إلى طريق مؤد إلى حل القضية عبر الحوار.
وأردف الوزير لي قائلا، إن الربيع موسم حافل بالآمال، حيث نزرع بذور السلام التي تحتاج إلى العناية البالغة كي تنتش وتنمو، وبالتالي نستقبل الصيف المفعم بالحرارة والحماسة، ثم نصل الخريف الحاصد. وسيكون الطريق طويلا، والعراقل عليه كثيرة. ولكن الزمن واقف في جانبنا وفي جانب السلام. فأتمنى للجميع ارتياحا في الربيع وحماسة في الصيف وغنى في الخريف وبركة في الشتاء. يعتبر الوقت شيئا سحريا، قد يبدو قصيرا وهو سنوات، بينما بدا طويلا وهو ثوان. وهذه الأيام الثلاثة التي قضيناها سويا في دياويويتاى غنية المعاني لا تنسى. فلنحرص على ما أحرزناه من التقدم ونلتزم بعملية المحادثات السلمية وباتجاه الحل بالحوار مهما كانت الصعوبات والعقبات، ونبذل جهودنا المطردة من أجل كتابة صفحة جديدة عن المصالحة والتعاون.
وقد أبدى رؤساء الوفود في كلماتهم أن جميع الأطراف قد توصلت إلى توافق هام في الآراء من خلال مناقشات جادة وواقعية وغنية بمضامين جوهرية، حاملة بأهمية بالغة في دعم عملية تحقيق خلو شبه الجزيرة من الأسلحة النووية ودعم السلام والاستقرار في شمال شرقي آسيا.
كما أعربت الأطراف الخمسة الأخرى عن تقديرها للدور المهم الذي لعبه الجانب الصيني في المحادثات، وشكرها للجانب الصيني على ترتيباتها الكاملة والدقيقة في شتى النواحي.
افتتحت الجولة الثانية من محادثات بكين السداسية في مبنى " فانغ في يوان" داخل قصر دياويويتاى للضيافة. وكانت الجولة الأولى منعقدة في الفترة بين 27 – 29 أغسطس الماضي.
