سعادة رؤساء الوفود
زملائي المحترمين:
أعلن افتتاح الجولة الثالثة للمحادثات السداسية ببكين. ويطيب لي أن أعرب عن الترحيب الحار لتواجد الأصدقاء القدماء والجدد في بكين مرة أخرى.
منذ أكثر من سنة، أتممنا تشغيل عملية المحادثات السلمية عن القضية النووية والحفاظ عليها، ونحن حاملون تطلعات شعوب الدول المعنية إلى السلام، سعيا وراء تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وبالرغم من وجود مختلف الصعوبات أمام ذلك، إلا أننا حققنا تحديد هدف الخلو من الأسلحة النووية؛ وتوضيح سبيل تسوية القضية النووية؛ وتمهيد طريق المحادثات السلمية، مما حمى القضية النووية من مزيد من التفاقم، وحقق الانفراج في الوضع المتوتر إلى حد ما. وكل هذه المنجزات لم تأت بسهولة فتستحق منا جميعا بالحفاظ والحرص عليها.
بدأت المحادثات السداسية تتناول المسائل الجوهرية. إذ سوف نتعمق في تناول المسألتين الرئيسيتين أثناء جلسات الجولة الحالية، الأولى منهما، كيفية تحقيق الخلو من الأسلحة النووية، وذلك يشمل نطاق ترك الأسلحة النووية وطرق ذلك إلى جانب التعامل مع الاهتمامات من كل جانب؛ والثانية، كيفية تحقيق الخطوة الأولى في عملية الخلو من الأسلحة النووية، وذلك يشمل تنفيذ التجميد النووي وإتخاذ إجراءات متقابلة من الأطراف الأخرى.
لم تتفق مواقف الأطراف من هذه المسائل الجوهرية، ولكن قدوم جميع الأطراف المعنية إلى بكين في الموعد لمشاركة الجولة الثالثة للمحادثات السداسية، يدل على أنها تأمل في استغلال الفرصة النادرة لإحلال السلام، وإحراز تقدم جديد للمحادثات السلمية وأنها لا ترتضي ببقاء شبه الجزيرة الكورية في ظلام الحرب الباردة. والمهم في الوقت الحاضر، أن تظهر الأطراف رغبة سياسية أوضح وتتخذ موقفا تعاونيا مرنا أكثر على أساس التقدم الذي توصلت إليه حتى يومنا هذا، للتوصل العاجل إلى خطة عملية لحل المشكلة وتحقيق الخطوة الأولى من ذلك.
سعادة الرؤساء والزملاء،
لم يكن الطريق المؤدي إلى السلام مستويا على الإطلاق، فلا يمكن حل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية بكل سهولة؛ بينما كان السعي وراء تحقيق السلام واجبنا التاريخي، والالتزام بعملية المحادثات السلمية الاختيار الصحيح الوحيد. والصين باعتبارها المضيفة مستعدة لمواصلة لعب دور الوسيط ودفع إجراء المحادثات السلمية، والتعاون مع زملائها من الدول المعنية بكل إخلاص إضافة إلى تقديم مساهماتها من أجل الحفاظ على سلام شبه الجزيرة الكورية واستقرارها.
وشكرا للجميع.
