السادة رؤساء الوفود
السيدات والسادة،
أتقدم باسم الحكومة الصينية بترحيب حار إلى الأصدقاء الجدد والقدماء الحاضرين، بالاقتران مع تقدير عال لما بذلته كل الأطراف المشاركة من الجهود البناءة لاستئناف المحادثات وما أبدته من روح السلام.
في الجولات الثلاث السابقة، قد توصلنا إلى رؤى مشتركة حول الالتزام بهدف خلو شبه الجزيرة من الأسلحة النووية، والالتزام بالحوار والحل السلمي كالاتجاه العام، والالتزام بضرورة صيانة السلام والاستقرار في شبه الجزيرة، الأمر الذي يحظى بترحيب واسع من المجتمع الدولي، فيجب أن يوضع موضع كل الاعتزاز.
بعد سنة من الانتظار، فتعلق كل الأطراف المعنية والمجتمع الدولي الأمل على الجولة الجديدة من المحادثات لفتح آفاق جديدة لتحقيق هدف خلو شبه الجزيرة من الأسلحة النووية وصيانة السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة لما يخدم المصالح الأساسية لكل الأطراف. إن الالتزام بالمفاوضات كالاتجاه العام يمثل الخيار الصحيح الوحيد الذي يتفق مع مصالح كل الأطراف، كما تمثل المحادثات السداسية طريقا عمليا وفعالا لإيجاد حل سلمي للقضية النووية في شبه الجزيرة عبر الحوار.
إنني آمل من كل الأطراف المعنية أن تعي بجلالة وشرف المسؤوليات التاريخية التي تقع على عاتقها وتعتمد مواقف مرنة وعملية في المحادثات وتقوم بالحوار والتشاور على وجه واف بالاحترام المتبادل وعلى قدم المساواة، وتعمل على توطيد نتائج الجولات الثلاث السابقة وتسعى على أساسها إلى زيادة التفاهم والثقة المتبادلة وتوسيع القواسم المشتركة التي تتفق مع مصالح كل طرف من الأطراف وترك الخلافات جانبا بما يدفع بالمحادثات نحو تقدم إيجابي.
صحيح أنه مازال بين مواقف الأطراف المعنية خلافات، وقد تواجه المحادثات أنواعا مختلفة من المصاعب والتعرجات، لكن من جد وجد. هناك حقيقة نثق فيها، ألا وهي أن الإنسان سيشبع طالما يأكل بلعة ببلعة، وسيصل إلى الهدف طالما يمشي خطوة بخطوة، وسيعتلى على قمة الجبل طالما يتسلق درجة بدرجة. إن الصين ستستمر في التنسيق والتعاون مع كل الأطراف المعنية، وتبذل جهودها المطلوبة لتحقيق خلو شبه الجزيرة من الأسلحة النووية وصيانة السلام والاستقرار في المنطقة.
وشكرا.
