كلمة الرئيس هوجينتاو في برلمان جمهورية كوريا

2005-11-17 00:00

تعزيز التعاون المشترك والعمل معا من أجل مستقبل مشرق

السيد كين يوانكي رئيس البرلمان المحترم،

الأصدقاء البرلمانيين، السيدات والسادة والأصدقاء،

إنه من دواعي سروري وغبطتي أن تتاح لي فرصة لأزور برلمان جمهورية كوريا اليوم وألتقي الأصدقاء البرلمانيين. أولا وقبل كل شيء أود أن أشكر الرئيس كين يوانكي على دعوته الكريمة، وبهذه المناسبة، أتقدم إلى جميع البرلمانيين الحاضرين ومن خلالكم إلى الشعب الكوري بالتمنيات الصادقة من الشعب الصيني.

سبق لي أن زرت بلادكم في عام 1998، حيث كانت الأزمة المالية تجتاح آسيا بأشد قوتها، فأخذت انطباعات عميقة من الشعب الكوري الذي يتحلى بروح التضامن والعزيمة القوية في تذليل الظروف العصيبة، كما تأثرت بالصداقة والمودة العميقة التي يكنها الشعب الكوري تجاه الشعب الصيني. إنني أشعر بسرور قلبي عند وطأة قدمي على أراضي بلادكم الجميلة مجددا بعد 7 سنوات لأشهد الإنجازات الجديدة التي حققتها بلادكم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية على مدى السنوات الأخيرة.

إن الصين وجمهورية كوريا دولتان مجاورتان تطلان على نفس البحر، ودولتان صديقتان تربطهما الأواصر الوثيقة. على مدى التاريخ الطويل من التواصل الودي بين الدولتين، ظل الشعبان يستفيدان ويتعلمان من بعضهما البعض في خلق الحضارة الشرقية الباهرة. وفي التاريخ الحديث، كان الشعبان يتبادلان الدعم والمساعدة في مقاومة الغزاة وتحقيق الاستقلال الوطني، وسجلت هذه الصداقة صفحات مشرقة في التاريخ نفتخر بها كل الافتخار. يشكل كل ذلك الأسس المتينة لتطور العلاقات الصينية الكورية في العصر الجديد، والتي نعتز بها كل الاعتزاز.

تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا في عام 1992، مما فتح صفحة جديدة لتطور العلاقات الثنائية، وحول الرغبة الصادقة من الشعبين التي تتراكم على مدى التاريخ في توطيد العلاقات بينهما إلى قوة دافعة كبيرة لتطور العلاقات بين البلدين. طوال السنوات الـ13 المنصرمة، تتميز العلاقات الثنائية في تطورها بكل النشاط والحيوية مثل نهر كبير تتدفق أمواجها إلى الأمام دون انقطاع. في الوقت الحالي، تمر العلاقات الصينية الكورية بأحسن مرحلة لتطورها. من المتوقع أن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 100 مليار دولار لهذا العام. وقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري وأكبر مقصد استثمار لجمهورية كوريا، وفي المقابل، باتت كوريا ثالث أكبر شريك تجاري وثاني أكبر مصدر استثمار للصين. وبلغ حجم تبادل الأفراد بين الجانبين 10 ألف شخص في اليوم، هناك مئات آلاف مواطن كل من الجانبين يدرسون أو يعملون أو يقيمون في الجانب الآخر، وتربط بين البلدين ما يقارب 400 رحلة جوية في الأسبوع. كما يتنامى التواصل الثقافي والعلمي والتعليمي بين الجانبين مع مرور الأيام مما يوطد جسر الصداقة والتفاهم بين الشعبين. إضافة إلى ذلك، يحافظ الجانبان على التنسيق والتعاون على نحو أوثق فأوثق في الشؤون الدولية والإقليمية، فيمكننا أن نقول إن الصداقة الصينية الكورية تضرب جذورها في قلوب أبناء الشعبين وتستشرف آفاقا رحبة في المستقبل.

إن الوضع الممتاز للعلاقات الثنائية نتيجة للجهود المشتركة من البلدين حكومة وشعبا. بهذه المناسبة، أعبر عن خالص تقديري وشكري لكل من يساهم في توطيد العلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين طوال الفترة الماضية.

وأشكر على وجه الخصوص البرلمان الكوري على مساهماته البارزة في تنمية علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين. مما يبعث على ارتياحنا أن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والبرلمان الكوري يحافظان على التواصل الوثيق والتعاون الطيب مما يثري مقومات علاقات الشراكة الشاملة بين البلدين. ستقام آلية تبادل دوري بين جهازي التشريع للبلدين، فنأمل منهما في تعزيز التعاون القائم وتقديم مساهمات أكبر في تطوير العلاقات الثنائية.

أرى أن هناك خبرات قيمة في مسيرة تطور العلاقات الثنائية بني الصين وكوريا تجدر بالتأمل فيها والاستفادة منها بكل جدية في مقدمتها:

أولا، الالتزام بكل ثبات بسياسة حسن الجوار والعمل على صيانة البيئة المحيطة السلمية والمستقرة. هناك رغبة صادقة من كل من الجانبين في صيانة السلام وتحقيق التنمية، وينظر كل منهما إلى الآخر بأنه شريك للتعاون، ويؤمن كل منهما بأن التنمية للجانب الآخر ليس مخاطر بقدر ما يكون فرصا. يرسي ذلك أسسا متينة لتطوير العلاقات الثنائية.

ثانيا، التركيز على التعاون العملي بما يحقق التنمية المشتركة، والسعي إلى التنمية السلمية بما يحقق المنافع المتبادلة. ويعمل كل من الجانبين على توظيف الإمكانيات المميزة المتمثلة في التقارب جغرافيا وثقافيا والتكامل اقتصاديا ويعمل على استخراج الإمكانات الكامنة بصورة مستمرة وتوسيع التعاون المشترك بما يعود على الشعبين بالمنافع الملموسة. يعطي ذلك قوة دافعة كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية.

ثالثا، الالتزام بروح الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والتعامل المتكافئ، والعمل على تطوير العلاقات الثنائية على نحو مستمر ومستقر وصحي. ويعمل كل من الجانبين على معالجة الخلافات في حينه وبصورة سليمة بالمنظور الاستراتيجي البعيد المدى احتراما ومراعاة لاهتمامات الجانب الآخر، بما يدفع بالعلاقات الصينية الكورية لتكون علاقات ناضجة. يوفر ذلك ضمانا كفيلا لتطوير العلاقات الثنائية.

السيدات والسادة والأصدقاء،

إن الشعب الصيني في صدد العمل الجاد لبناء المجتمع الميسور على نحو شامل. فيمثل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواصلة تحسين معيشة الشعب مهمة محورية للصين. قد وضعنا تخطيطا استراتيجيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في السنوات الخمس القادمة، وتتمثل الأهداف الاقتصادية الرئيسية في مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي مرتين لعام 2010 على أساس ما كان عليه لعام 2000 من خلال تحسين الهياكل الاقتصادية ورفع الجدوى الاقتصادية وتقليص استهلاك الطاقة، والعمل على رفع فعالية استغلال الموارد بصورة ملحوظة، وتقليص معدل استهلاك الطاقة بـ20% قبل عام 2010، والعمل على استكمال بنية اقتصاد السوق الاشتراكية، ودفع الاقتصاد المنفتح إلى مستوى جديد. في سبيل تحقيق هذه الأهداف، سنلتزم بمفهوم التنمية العلمي الذي يضع الإنسان فوق كل الاعتبارات ويهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومنسجمة ومستديمة. ونلتزم بمبدأ التوازن بين تنمية المدن والأرياف، والتوازن بين المناطق المختلفة، والتوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتوازن بين الإنسان والطبيعة، والتوازن بين التنمية الداخلية والانفتاح على الخارج. سنعمل على مواصلة تعميق عملية الإصلاح والانفتاح، والإسراع في إعادة هيكلة الاقتصاد القومي، وتغيير أنماط التنمية الاقتصادية، ورفع القدرات الذاتية على الإبداع وتشجيع الاقتصاد الدوار بما يخدم التنمية الشاملة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا. سنرفع بمكل ثبات راية السلام والتنمية والتعاون عالية، ونلتزم بطريق التنمية السلمية، ومنهج الانفتاح على الخارج، ونعمل على تحقيق التنمية الذاتية من خلال تهيئة البيئة المحيطة السلمية، في حين نساهم في صيانة السلام العالمي من خلال تحقيق التنمية الذاتية. وسنعمل على توسيع التعاون المشترك مع كل دول العالم بما يحقق المنافع المتبادلة.

ما يبعث بارتياحنا أن نلاحظ أن كوريا تعمل على إعادة هيكلة الاقتصاد القومي وترقية المستوى الصناعي وتسعى إلى بناء كوريا كهمزة وصل في شمال شرقي آسيا وتحقيق هدف رفع المتوسط الفردي للناتج المحلي الإجمالي إلى 20 ألف دولار. إن التنمية في كل من الصين وكوريا تتيح فرصا جديدة وآفاقا رحبة لتعميق التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات، هناك إمكانات كامنة هائلة لتنمية العلاقات الثنائية. فينبغي على البلدين تسخير الفرص المتاحة على أمثل وجه لتصدي التحديات وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك.

تبادلت وجهات النظر مع الرئيس لو موهيون بعد ظهر أمس حول سبل مواصلة تعميق علاقات الشراكة الشاملة القائمة بين البلدين، وتوصلنا إلى توافق واسع. وقمنا بتحديد مجالات ومشروعات جديدة للتواصل والتعاون الثنائي. إنني واثق بأن ذلك سيعطي دفعة جديدة لتنمية العلاقات الثنائية.

أرى أنه يجب على الجانبين الانطلاق من الظروف المتاحة والتحلي بالرؤية المستقبلية من أجل مواصلة تنمية علاقات الشراكة الشاملة بين البلدين، أود أن أطرح هنا الملاحظات التالية:

أولا، على الساحة السياسية، يجب أن تكون الصين وكوريا نموذجا للتعايش السلمي بين الدولتين اللتان تختلفان في الأنظمة الاجتماعية. إن عالمنا منوع وملون. إن تنويع الأنماط التنموية والأنظمة الاجتماعية بين الدول والتكامل والاستفادة المتبادلة بين الأنماط التنمية والأنظمة الاجتماعية المختلفة يمثل قوة دافعة مهمة للتنمية العالمية. على الرغم من أن الصين وكوريا تختلفان في الخصوصيات الوطنية والمستوى التنموي والأنظمة الاجتماعي، غير أن التجارب التنموية في كل منهما تدل على أن الالتزام بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي والتفاهم والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والتكامل ومعالجة الخلافات على نحو سليم يمكن الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة من التعايش السلمي والتعاون المشترك على المدى الطويل.

ثانيا، على الساحة الاقتصادية، يجب على الصين وكوريا أن تكونا شريكين للتعاون المميز بالمنافع المتبادلة والتنمية المشتركة. يجب على الجانبين مواصلة استخراج الإمكانات الكامنة وتوسيع نطاق التعاون المشترك ورفع مستوى التعاون الثنائي. قد تم صدور تقرير الدراسة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وكوريا على المدى المتوسط والطويل، مما يوفر اساسا علميا لتوسيع دائرة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين في المرحلة القادمة. في يوم أمس، اتفقت مع الرئيس لو موهيون على أن يبذل الجانبان جهودا مشتركة لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 200 مليار دولار لعام 2012 أي الذكرى السنوية الـ20 للتبادل الدبلوماسي بين البلدين. يمثل ذلك هدفا حافلا بالتحديات، وهدفا يمكن تحقيقه طالما نبذل جهودا مشتركة. تحدوني ثقة بأن الجانبين قادران على إحراز إنجازات أكبر في التعاون المشترك لما فيه الخير للشعبين طالما يلتزمان بمبدأ المنافع المتبادلة ويبذلان جهودا دؤوبة.

ثالثا، على الساحة الثقافية والإنسانية، يجب على الصين وكوريا أن تكونا صديقين يتعلم بعضهما من البعض. نرى أن تعزيز التواصل الثقافي والرياضي والعلمي يلعب دورا حيويا في دفع المسيرة التنمية في كل من البلدين وفي تدعيم العلاقات الثنائية أيضا. اتفقنا على اتخاذ عام 2007 أي الذكرى السنوية الـ15 للتبادل الدبلوماسي عاما للتواصل الصيني الكوري. وتوصلنا إلى توافق واسع حول تفعيل التواصل بين الشباب في البلدين. علينا أن يفتح مجالات جديدة للتعاون ونثري مكونات التعاون المشترك بما يعطي حيوية أكثر للعلاقات الثنائية.

رابعا، على الساحة الدولية، يجب على الصين وكوريا أن تكونا من القوى الداعمة للسلام والتنمية للبشرية. يجمع بين البلدين توافق واسع في الكثير من القضايا الدولية والإقليمية. ويضطلع كلا البلدين بمسؤولية جسيمة في قضية السلام والتنمية في شبه الجزيرة. قد أصبحت العلاقات الصينية الكورية تتجاوز النطاق الثنائي في عالم اليوم الذي يمر بالتطور المعمق للتعددية القطبية والعولمة الاقتصادية. لذلك، يجب علينا أن نواكب تطورات الأوضاع الدولية بالتوازي مع تعميق العلاقات الثنائية، وننطلق من آسيا ونلقي أنظارنا إلى العالم، ونعمل معا على صيانة السلام العالمي وتدعيم التنمية المشتركة.

السيدات والسادة والأصدقاء،

إن آسيا التي ننتمي جميعا إليها تمر بتغيرات عميقة ومعقدة، إن السلام والتنمية والتعاون يمثل الإرادة المشتركة لشعوب آسيا، وعليه تعلق مصائر الدول الآسيوية. إن النهضة والتنمية في آسيا تستشرف فرصا تاريخية وتواجه تحديات عاتية أيضا. في ظل الظروف الجديدة التي تتواجد فيها الفرص مع التحديات والصعوبات مع الآمال، نرى أن كيفية بناء آسيا منسجمة يسودها التعايش سياسيا والمساواة والمنافع المتبادلة اقتصاديا والتعاون والثقة المتبادلة أمنيا والتكامل ثقافيا يمثل قضية كبيرة تستدعي التأمل فيها من قبل الدول الآسيوية حكومة وشعبا. إن كلتا الصين وكوريا دولة مهمة في آسيا، المطلوب منهما أن تلعبا دورا إيجابيا في قضية السلام والتنمية في آسيا. يجب علينا أن نضاعف جهودنا في المرحلة القادمة في المجالات التالية:

أولا، يجب زيادة الثقة المتبادلة وخلق بيئة يسودها الوئام والسلام. إن آسيا منطقة تتميز بطابع التنوع، حيث تتفاوت دولها من حيث الأيديولوجيا والأنظمة السياسية والخلفيات الثقافية والمستوى التنموي والاهتمامات الخاصة، وتتشابك القضايا الجديدة مع القضايا القديمة، فلا مفر للدول الآسيوية إلا أن تلتزم بالاحترام المتبادل والتعامل الصادق والتفاهم والتسامح حتى تبني بيئة منسجمة سياسيا وبيئة سلمية أمنيا.

ثانيا، يجب تدعيم التعاون الإقليمي والإسراع في الخطوات الرامية إلى التنمية وتشجيع التعاون الإقليمي، باعتبار ذلك عنصرا مهما بالنسبة للتنمية في الدول الآسيوية. يجب على دول آسيا الالتزام بمبدأ الاحترام المتبادل والسعي إلى التوافق من خلال التشاور والأسلوب التدريجي والمنافع المتبادلة في بحث طرق وأفكار جديدة للتعاون البيني وبحث طريق تنموي يناسب الخصوصيات المتاحة للمنطقة. تم وضع الهدف الطويل الأمد لبناء مجموعة شرقي آسيا في مؤتمر القمة لآسيان والصين وكوريا واليابان، الأمر الذي يؤشر إلى دخول التعاون الإقليمي في مرحلة جديدة لتطوره. يجب علينا أن ننشئ آليات جديدة ونستكمل الآليات القائمة للتعاون المتعدد الأطراف في مجالات الطاقة والبنية الأساسية وحماية البيئة والمالية والزراعة وغيرها، بما يشكل آفاقا جديدة للتعاون المميز بالتكامل والانفتاح على كل المستويات. يجب علينا أن نشجع التكامل فيما بين الآليات القائمة في منطقتنا لتلعب دورها الأمثل، وأن نستغل التفاوت التنموي لدول المنطقة لإرشاد الانتقال الصناعي وتشكيل سلاسل تعاون صناعي تقوم على المساواة والمنافع المتبادلة، وتحقيق التوزيع الأمثل للموارد المتاحة في المنطقة.

ثالثا، يجب تعميق الصداقة الأهلية وتوطيد أسس التعاون المشترك. إن التواصل الشعبي يمثل من الاسس المهمة لتنمية العلاقات بين الدول، ومن الجوانب الحيوية للتعاون الإقليمي. يجب علينا أن نحترم التعددية الثقافية والدينية وتنويع القيم لتشجيع التواصل والتكامل بين الثقافات المختلفة وإجراء التواصل الثقافي بكل أشكاله، ولا سيما تعزيز التواصل بين الشباب في دول المنطقة. يجب على حكومات دول المنطقة تشجيع التعاون البيني في المجالات العلمية والفنية والتعليمية والثقافية وتفعيل دور كل من قطاع الأعمال والمؤسسات الأهلية والأجهزة الأكاديمية ووسائل الإعلام في تدعيم الصداقة بين الشعوب.

السيدات والسادة والأصدقاء،

موقف الصين من القضية النووية لشبه جزيرة كوريا موقف واضح وثابت. ندعم كل شيء يخدم السلام والاستقرار في شبه الجزيرة، وندعو إلى جعل شبه الجزيرة خالية من الأسلحة النووية وتلبية اهتمامات كل الأطراف المعنية من خلال الحوار، وبذلت الصين جهودا جبارة في هذا المجال. إنه بفضل الجهود المشتركة من الصين وكوريا والأطراف المعنية، أصدرت الجولة الرابعة من المحادثات السداسية بيانا مشتركا وحققت نتائج مرحلية مهمة. قد أثبتت الحقائق بأن إجراء الحوار لإيجاد حل سلمي للقضية النووية لشبه الجزيرة يمثل الطريق الأمثل والأكثر عملية. إن الصين ستواصل جهودها في هذا الصدد، ونأمل من الأطراف المعنية الالتزام باتجاه الحوار الرامي إلى إيجاد حل سلمي وإبداء مزيد من المرونة والالتزام بالصبر والروح العملي لتتراكم القواسم المشتركة ولدفع المحادثات لتسفر عن تقدم جديد بما يؤدي إلى تحقيق الهدف المشترك المتمثل في حل القضية النووية لشبه الجزيرة سلميا.

نرى منذ البداية أن الشطرين لشبه الجزيرة صاحبا الشأن المباشران، فيجب ترك قضية شبه الجزيرة لهما لإيجاد حل لها في نهاية المطاف من خلال الحوار والتشاور. سنواصل كالمعتاد دعم الحوار بين الشطرين الجنوبي والشمالي لتحسين علاقاتهما وإقامة الثقة المتبادلة بينهما بما يحقق إعادة التوحيد الذاتي والسلمي.

نستعد لمشاركة الطرف الكوري في لعب دور بناء وتقديم مساهمة مطلوبة في القضايا الهامة التي ترتبط بالسلام والاستقرار لشمال شرقي آسيا وآسيا بأسرها.

السيدات والسادة والأصدقاء،

تصادف هذه السنة الذكرى السنوية الـ60 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة، والذكرى الـ60 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد الغزاة اليابانيين وإعادة تحرير شبه الجزيرة. في هذه السنة التي تتميز بالمغزى التاريخ العميق، إننا أحوج إلى التأمل في اتجاه تطور المجتمع البشري، وفي كيفية حل القضايا الكبيرة التي تواجه المجتمع البشري. إن الصين على استعداد لمشاركة دول العالم بما فيه كوريا في الاضطلاع بالرسالة السامية لصيانة السلام العالمي وتدعيم التنمية المشتركة، وفي العمل على بناء عالم موائم يسوده السلام الدائم والازدهار المشترك لما فيه الخير لشعبينا وشعوب العالم.

وشكرا.

 ???? ??? ????     ?????

رقم 2 الشارع الجنوبي ، تشاو يانغ من ، حي تشاو يانغ ، مدينة بكين رقم البريد : 100701 التليفون : 65961114 - 10 - 86 +