تخطيط المستقبل من المنظور الاستراتيجي وتدعيم التعاون من أجل المصالح المشتركة
قال وزير الخارجية لي تشاوشينغ إن رئيس مجلس الدولة ون جياباو بدأ جولته إلى الدول الخمس الأوروبية والآسيوية من يوم 4 ديسمبر وهي فرنسا وسلوفاكيا وتشيك والبرتغال وماليزيا، استغرقت الزيارة الرسمية 12 يوما. وحضر الدورة الـ9 لمؤتمر القادة بين الصين وآسيان (10 زايد 1)، والدورة الـ9 لمؤتمر القادة بين آسيان والصين واليابان وكوريا (10 زايد 3) والدورة الأولى لمؤتمر القمة لشرقي آسيا التي انعقدت كلها في كوالالمبور.
تلقى رئيس مجلس الدولة ون جياباو ترحيبا حارا سواء في أوروبة الحافلة بفرح استقبال السنة الجديدة أو في ماليزيا التي استضافت عدة مؤتمرات دولية. كان رئيس مجلس الدولة يحضر 8- 9 أنشطة رسمية في اليوم، حيث قابل عديدا من كبار المسؤولين لدول أوروبة وآسيا وأوقيانوسيا، وممثلي الأوساط السياسية والصناعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والثقافية والعلمية، وزار عديدا من الشركات المتخصصة في التقنيات العالية. أثناء الزيارة، وقعت الصين مع الدول المعنية وآسيان على أكثر من 50 اتفاقية تعاون ثنائي أو متعدد الأطراف.
في حديثه مع الصحافة على متن الطائرة الخاصة حول نتائج الزيارة، قال وزير الخارجية لي تشاوشينغ إن هذه الزيارة خطوة دبلوماسية مهمة أخرى من الصين في أوروبة والمنطقة المحيطة تلي الزيارة الناجحة الأخيرة من الرئيس هوجينتاو إلى أوروبة والدول المجاورة في شرقي آسيا، ولها أبعاد كبيرة في العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمية في شرقي آسيا.
تعميق العلاقات السياسية والاستراتيجية على أساس الثقة المتبادلة
قال لي تشاوشينغ إن فرنسا شريك استراتيجي للصين، وبين البلدين مصالح مشتركة واسعة، ويضطلعان بالمسؤوليات العالمية. طرح رئيس مجلس الدولة مقترحا لمواصلة دفع العلاقات الثنائية من المنظور الاستراتيجي إلى التطور الدائم والمستقر والصحي، أعربت القيادة الفرنسية عن موقفها الإيجابي والثابت من ذلك. واتفق الجانبان على الشروع في تخطيط التعاون الاستراتيجي بين البلدين في كل المجالات على نحو شامل. وأعرب الجانب الفرنسي عن استعداده لمواصلة جهوده لدفع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين وتلبية اعتبارات الصين المشروعة.
تربط الصين بكل من سلوفاكيا وتشيك علاقات الصداقة التقليدية. بسبب تغيرات الأوضاع، لم تكن الاتصالات الرفيعة المستوى كثيرة بين البلدين في فترة من الزمن، ومرت العلاقات الصينية التشيكية بتعرجات. أكد رئيس مجلس الدولة ون جياباو على أن الأسس المهمة للعلاقات بين البلدين تتمثل في الاحترام المتبادل والمساواة والمنافع المتبادلة. تلتزم الصين بمبدأ المساواة بين جميع الدول كبيرها وصغيرها، واحترام اختيار شعوب الدول الحر للطرق التنموية. أعربت القيادة في سلوفاكيا وتشيك عن اهتمامها بالعلاقات مع الصين، وأملها في أن تكون بلادها من شركاء التعاون الموثوق بهم للصين. هذه الزيارة المجددة من رئيس مجلس الدولة الصيني إلى هذين البلدين تؤشر إلى دخول العلاقات بين الصين وكل منهما إلى مرحلة جديدة.
قال لي تشاوشينغ إن البرتغال تعطي أولوية لتطوير العلاقات مع الصين في سياساتها الخارجية. أثناء الزيارة، أعلن الجانبان على إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين. مما جعل البرتغال الدولة العضو الخامسة في الاتحاد الأوروبي التي أقامت علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين بعد فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وأسبانيا. قال رئيس البرتغال لرئيس مجلس الدولة ون جياباو بكل لطف إنه يفتخر بتعرفه على القيادة الصينية ومساهمته في توطيد الصداقة البرتغالية الصينية وفي تحقيق عودة ماكاو إلى الصين.
تعتبر ماليزيا شريكا هاما للصين في آسيان. وتؤمن طوال الفترة الماضية بأن التنمية في الصين تمثل فرصا لشرقي آسيا، وتسعى بجهود حثيثة إلى تطوير العلاقات مع الصين. أثناء الزيارة، اتفقت قيادتا البلدين على مواصلة تفعيل التعاون الاستراتيجي وتخطيط الآفاق المستقبلية للعلاقات الثنائية.
تقوية التعاون الاقتصادي والتجاري بالعلوم والتقنيات
قال لي تشاوشينغ إن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يمثل جانبا هاما من جوانب تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الصين وأوروبة. أثناء الزيارة، وقع الجانب الصيني مع الدول المزورة على عديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري على المستوى الحكومي والمؤسسي، بما فيه اتفاق حماية الاستثمارات، واتفاقية شراء الصين طائرات أيرباص. وتم التوصل إلى توافق واسع في مجالات الطيران الجوي والطيران الفضائي والطاقة والسكك الحديدية وصناعة الماكينات وحماية البيئة. واتفقت الصين وماليزيا على إجراء دراسة جدوى حول توثيق علاقات الشراكة الاقتصادية، ومواصلة تدقيق الأعمال الحالية.
ألقى رئيس مجلس الدولة ون جياباو كلمات في الملتقيات مع ممثلي أوساط الأعمال في فرنسا وتشيك والبرتغال وماليزيا، لتوضيح استراتيجيا الصين للتنمية الاقتصادية والفرص المتاحة في الأسواق الصينية ما يشجع رجال الأعمال على ممارسة المعاملات الاقتصادية والتجارية مع الصين والقيام بالاستثمارات في الصين.
أكد رئيس مجلس الدولة ون جياباو على إدخال حيوية جديدة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأوروبة، من خلال تجديد أنماط التعاون وزيادة العنصر العلمي في التعاون الاقتصادي والتجاري. تم التوصل بين الصين وشركة أيرباص إلى اتفاق حول تعزيز التعاون الصناعي، فمن المتوقع تحقيق مشروع موحد بدءا من الدراسة والتنمية ومرورا بالإنتاج ووصولا إلى التسويق من خلال نقل التقنيات، الأمر الذي يسهم في تثبيت التعاون المتبادل المنافع بين الجانبين على المدى الطويل. كما توصلت الصين وفرنسا إلى اتفاقيات حول المشروعات القائمة على التقنيات العالية في مقدمتها مشروعات الطيران الجوي والطيران الفضائي، مما يجسد الثقة السياسية المتبادلة ويرفع مستوى التعاون الثنائي.
ترسيخ أسس العلاقات المستقبلية بالتواصل الثقافي والشبابي
قال لي تشاوشينغ إن رئيس مجلس الدولة ون جياباو يقدر تقديرا عاليا لفعاليات السنة الثقافية للصين وفرنسا، مشيرا إلى أن السنة الثقافية الفرنسية تعرف الشعب الصيني بفرنسا مبدعة ورومانسية وإصلاحية، والسنة الثقافية الصينية تعرف الشعب الفرنسي بصين عريقة وملونة وحديثة. وأشار السيد ون جياباو إلى أن السنة الثقافية بين الصين وفرنسا فاتحة خير للتواصل الثقافي بين البلدين وضرورة استمرارها في المستقبل. في خطابه في معهد البوليتكنيك باريس، اقتبس مقولة كونفوشيوس "تعايش الأشياء من غير الإضرار المتبادل، وتواجد الأفكار من غير الإقصاء المتبادل"، مؤكدا على وجوب التعايش المنسجم بين الحضارات والثقافات والاستفادة المتبادلة فيما بينها في التنمية المشتركة. تلقى الخطاب ترحيبا حارا. أثناء الزيارة، اتفقت الصين مع كل من فرنسا والبرتغال على إنشاء معهد كونفوشيوس، وتم البحث بين الصين وكل من تشيك وسلوفاكيا في إقامة المعارض الثقافية.
أكد رئيس مجلس الدولة ون جياباو مرارا على الأهمية الاستراتيجية لتعزيز التواصل الشبابي، قائلا إننا سندعو 400 شاب فرنسي لزيارة الصين في السنة القادمة، الأمر الذي له أهمية أكبر من صفقة شراء 150 طائرة أيرباص. التعاون الاقتصادي والتجاري هو الحاضر، والتواصل الشبابي هو المستقبل. يجب ذر بذور الصداقة في القلوب الشابة حتى تعطي ثمارا في المستقبل.
تدعيم التعاون في شرقي آسيا بروح الانفتاح والتسامح
قال لي تشاوشينغ إن رئيس مجلس الدولة ون جياباو اقترح بتحديد خمس مجالات رئيسية للتعاون في إطار 10 زايد 1 ألا وهي المواصلات والطاقة والثقافة والسياحة والصحة العامة، وجعل السيطرة على أنفلونزا الطيور من محاور التعاون بين الصين وآسيان، وتعزيز تبادل المعلومات والتشارك في موارد المعامل، وإقامة آلية السيطرة المشتركة في أسرع وقت ممكن. ستساعد الصين آسيان في تدريب الكوادر وتقدم لها الأدوية واللقاحات المطلوبة. أشار رئيس مجلس الدولة ون جياباو إلى ضرورة مواصلة توطيد وتعميق التعاون في إطار 10 زايد 3، والعمل على دفع التعاون في شرقي آسيا بالرؤية المستقبلية وبالتعاون العملي وروح الانفتاح والتسامح والثقة المتبادلة والمنافع المشتركة.
عقدت الدورة الأولى لمؤتمر القمة لشرقي آسيا، أكد رئيس مجلس الدولة ون جياباو فيها على أن الصين تدعم الحفاظ على الشفافية والانفتاح في تعاون شرقي آسيا وترفض إجراء تعاون منعزل ومستبعد لأي طرف معين. في عملية التعاون الإقليمي، يجب الالتزام بمفهوم الانفتاح وتشجيع النزعة الإقليمية المنفتحة والعمل على دفع التنمية المشتركة لدول المنطقة من خلال الانفتاح. يجب على تعاون شرقي آسيا أن يلتزم بالتعاون في إطار 10 زايد 3 كالقناة الرئيسية، ونرحب بإقامة اتصالات بين الدول أو المنظمات خارج المنطقة وبين التعاون في شرقي آسيا. حظي هذه المقترحات بالترحيب والتقدير من الأطراف المختلفة.
على هامش الاجتماعات، حضر رئيس مجلس الدولة ون جياباو اللقاءات الثنائية مع قادة الدول المشاركة، تبادل وجهات النظر معهم حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مما زاد من الثقة المتبادلة والتعاون المشترك.
تفسير طريق التنمية السلمية بالموقف الصادق
قال لي تشاوشينغ إن رئيس مجلس الدولة ون جياباو في اللقاءات والندوات والخطابات والمؤتمرات المتعددة الأطراف أشار إلى ضرورة وحتمية التزام الصين بطريق التنمية السلمية من نواحي المسيرة التاريخية والتقاليد والثقافة والفلسفة والاحتياجات الواقعية في الصين. ترك شرحه انطباعات عميقة في الجمهور الفرنسي. نقل صحيفة فيجارو عن المصادر الفرنسية قولهم إن الصين ليست مصدر تهديد لفرنسا، بل عامل إيجابي مسؤول. وصرح رئيسا الوزراء الماليزي والتايلاندي علنا بأن الصين محرك للسلام والاستقرار والازدهار في منطقة شرقي آسيا.
تشجيع الاخوة في المهاجر بالمشاعر الصادقة
قال لي تشاوشينغ إن رئيس مجلس الدولة ون جياباو كان يحرص على زيارة طاقم السفارات الصينية وممثلي المؤسسات الصينية والطلبة الوافدين والجاليات الصينية مهما كان شحن برنامجه، لتوضيح صورة التنمية في الوطن وتشجيعهم على مضاعفة الجهود في العمل والدراسة من أجل الوطن والصداقة بين الشعب الصيني والشعوب الصديقة.
قال لي تشاوشينغ إن الجولة الأوروبية والآسيوية من رئيس مجلس الدولة ون جياباو قد اختتمت أعمالها، توجه إلى هذه الدول بالصدق والصداقة، وعاد إلى البلاد بالثقة والتوافق. فحققت هذه الزيارة الهدف المرجو في زيادة الثقة المتبادلة وتوسيع التوافق وتعميق التعاون والتطلع إلى المستقبل.