اجتمع رئيس مجلس الدولة الصيني وين جياباو مع رئيسة حزب المؤتمر الوطني الهندي سونيا غاندي في الفندق الذي ينزل فيه مساء 10 إبريل عام 2005، حيث أجرى محادثات معها في جو ودي بشأن العلاقات الصينية الهندية.
وقدر وين جياباو تقدير عاليا الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الوزراء الهندي الراحل راجيف غاندي للصين عام 1988 بجرأته وعزيمته الكبيرتين، والتي أدت إلى دفع العلاقات الصينية الهندية إلى الأمام بخطوة واسعة. كما نوه بحزب المؤتمر الوطني الهندي بزعامة السيدة سونيا غاندي لاهتمامه الدائم بتطوير العلاقات مع الصين ومساهماته الهامة في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وصرح بأنه على يقين بأن السيدة سونيا غاندي بصفتها زعيمة التحالف التقدمي المتحد الحاكم ورئيسة الحزب الوطني في الهند ستلعب دورها الهام في مواصلة دفع العلاقات الصينية الهندية إلى الأمام.
وقال وين جياباو إن الحكومة الصينية تهتم بتطوير العلاقات مع الهند، وتعتبر تطوير علاقات حسن الجوار بين الصين والهند حلقة هامة من سلسلة الأعمال الدبلوماسية الصينية. وإنه يأمل في أن تتكلل زيارته بنتائج متمثلة في نقاط ثلاث، بفضل الجهود المشتركة مع الجانب الهندي، وهي: أولا، التأكيد على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين من منظور بعيد الأمد والبعد الاستراتيجي، لفتح طريق التعاون الودي المستمر جيلا بعد جيل بين الأجيال الناشئة في الصين والهند؛ وثانيا، إصدار مبدأ إرشادي لحل قضية الحدود بين البلدين، من أجل إرساء القاعدة لإيجاد حل منصف معقول ومقبول من قبل الجانبين لمشكلة الحدود بينهما بواسطة المشاورات المتكافئة، على أساس مبادئ التسامح والتنازل واحترام التاريخ مع وضع الوقائع في الحسبان؛ ثالثا، تخطيط مشروع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين في السنوات الخمس المقبلة، واستكشاف القدرات الكامنة للتعاون بينهما وتوسيع نطاقه، لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين حتى تحقيق تطور أسرع.
وأشار وين جياباو إلى أن الصين والهند كلاهما من الدول ذات الحضارات العريقة الزاهية، وتمران بمرحلة تنمية سريعة. وتمتاز المعرفة الصائبة للعلاقات الصينية الهندية والتعامل الصحيح معها بالأهمية الكبرى بالنسبة إلى البلدين، وذلك يخدم السلام والتنمية في آسيا وفي العالم بأسره أيضا. ولن يحل قرن آسيا بمعنى الكلمة إلا بعد نهضة الصين والهند. وإن الصين تريد أن ترى الهند المسالمة المزدهرة، وبالمقابل، يتفق وجود الصين المسالمة المستقرة ومصالح الهند. وتستعد الصين لتحقيق التقدم المشترك مع الهند يدا بيد.
وعبرت السيدة سونيا غاندي عن ترحيبها الحار بزيارة وين جياباو للهند، نيابة عن حزب المؤتمر الوطني. وقالت إن اللقاء بين قادة الهند والصين عام 1988 لقاء تاريخي. وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا مطردا، منذ ذلك الوقت فصاعدا، بفضل جهودهما الدؤوبة. وإن ما طرحه وين جياباو من الأفكار أثناء زيارته للهند تعبير صادق، يجسد العزيمة التي لا تتزعزع للشعبين على زيادة تقوية الصداقة والتعاون بين الهند والصين. وأعربت عن ثقتها بتحقيق هذه الأهداف المذكورة أعلاه، بفضل صدق الجانبين وجهودهما المشتركة.
وفي مساء نفس اليوم، قابل وين جياباو أعضاء السفارة الصينية لدى الهند والممثلين عن المؤسسات الاستثمارية الصينية والمغتربين الصينيين والمواطين والطلبة المبعوثين الصينيين.