بعد ظهر يوم 6 إبريل عام 2005 ، حضر السيد ون جياباو رئيس مجلس الدولة الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية لباكستان اجتماع التعاون التجاري بين الصين وباكستان ، حيث ألقى كلمة حول التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وباكستان .
قال ون جياباو إن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وباكستان هو ما يتمناه شعبا البلدين . وقد توصل قادة البلدين إلى اتفاق على ذلك . إن باكستان غنية بالموارد الطبيعية ، أما الصين فتتمتع بمزايا معيّنة في مجالات صناعة المعدات وبناء البنية الأساسية و صناعة التعدين والتكنولوجيا الحديثة. فيمكن للبلدين أن يتبادلا التفوقات بينهما ، ويحققا التطور المشترك .
وحول المزيد من توسيع حجم التجارة والاستثمار المتبادلين ، وزيادة وتوفير مفاهيم الشراكة التعاونية الاستراتيجية بين البلدين ، طرح الرئيس ون 3 اقتراحات فيما يلي :
أولا : التمسك بالمساواة والمنفعة المتبادلة ، وتحقيق تبادل التفوقات . تنتمي الصين وباكستان إلى الدول النامية ، فهدفنا من التعاون هو السعي وراء التطور المشترك . ويتمتع اقتصاد البلدين بالتكامل القوي . فباكستان غنية بالموارد الطبيعية ، والصين تمتلك التكنولوجيا الصالحة وخبرات التنمية ، فيتمتع الطرفان بقوة كامنة كبيرة لتعزيز التعاون . وسوف تعمل الصين على تجويد الهيكل التجاري بين الصين وباكستان ، وتبذل جهودا في تحسين حالة عدم التوازن التجاري ، وتحثّ بشكل إيجابي المؤسسات الصينية القوية على الاستثمار في باكستان ، لتحقيق الفوز المزدوج وكذلك إتاحة فرص عمل أكثر هناك .
ثانيا : تقوية الاتصال والتبادل ، وزيادة فرص التعاون . فقد تكثفت مؤخرا التبادلات بين أوساط التجارة والصناعة في كلا البلدين . وقام وفد من رابطة رجال الأعمال الصينيين ، ووفد من رجال الأعمال للقطاع الخاص بزيارة لباكستان قبل أيام قليلة . وتجمّع هنا اليوم رجال الأعمال في الطرفين مرة أخرى ،للمشاورة حول التعاون بين الطرفين . إن التبادل والتعاون بين المؤسسات يعتبر عمادا هاما للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وباكستان . فنشجع المؤسسات في كلا البلدين على تقوية التعاون ذي المنفعة والمصلحة المتبادلة ، بشكل أكثر انطباقا على قانون اقتصاد السوق ، فيستفيد بعضها من بعض بحيث يحقق التطور المشترك . كما يجب على الحكومتين في البلدين أن تتيحا ساحة وظروفا لدفع إقامة آلية للتعاون والتبادل .
ثالثا : تنمية مجالات التعاون والسعي وراء تنوع التعاون . وذلك يتمثل في : توطيد أساس التعاون الأصلي و تنمية التعاون في مجالات الزراعة والمالية والعلم والتكنولوجيا ، والبحث المتواصل عن مجالات جديدة للتعاون ؛ ووجوب بذل الجهود في اكتشاف أشكال متنوعة للتعاون منها مشاريع مشتركة الرأسمال، وأجنبية الرأسمال ، والتأجير ، والتدريب ، والمقاولات وغيرها ، والعمل على صبّ القوة والحيوية إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وباكستان.
وقال ون جياباو أخيرا لرجال الأعمال الحضور إن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وباكستان يتمتع بقوة كامنة كبيرة ، وآفاق واسعة . فلنعمل يدا بيد ولنبذل جهودا مشتركة لفتح وضع جديد للتعاون الاقتصادي والتجاري ذي الفوز المزدوج والمفيد للبلدين .
وقد استمع إلى كلمة ون جياباو أكثرُ من 500 ممثل من أوساط التجارة والصناعة في كلا البلدين الصيني والباكستاني .
وألقى شوكت عزيز رئيس الوزراء الباكستاني كلمة في الاجتماع ، حيث قدّر بشكل إيجابي النتائج التي حققتها الصين وباكستان في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري ، راجيا أن يوسع البلدان التجارة بينهما ، ويعمقا التعاون بينهما في مجالات الاتصالات الالكترونية والزراعة والطاقة والبنية الأساسية .
لقد تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وباكستان بسلامة . ففي سنة 2004 ، تجاوز حجم التجارة بين البلدين 3 مليارات دولار أمريكي ، فزاد 26 % بالقياس إلى السنة السابقة ، وصار أكثر مما كان في سنة 2000 بمرتين ، وبلغ إجمالي قيم عقود المقاولات التي تم توقيعها بين الطرفين 24 ر7 مليارات دولار أمريكي . وقد أعلنت الصين وباكستان في يوم 5 إبريل الجاري بدء عملية المفاوضات حول منطقة التجارة الحرة بين الصين وباكستان ، ووقّعتا اتفاقية " الحصاد الأولي " لمنطقة التجارة الحرة بين الصين وباكستان .
وبعد ظهر 6 إبريل الجاري ، حضر ون جياباو وعزيز معا مراسم وضع حجر الأساس لمركز الصداقة الباكستانية الصينية .
وقبل ظهر اليوم نفسه ، التقى السيد ون جياباو بالعاملين في السفارة الصينية لدى باكستان والممثلين عن الهيئات الصينية الرأسمال والمغتربين الصينيين والطلبة الموفدين ، كما ألقى كلمة عليهم .