السيد الرئيس،
أشكر المنسق الخاص لأمين عام الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري على إفادته. وأرحب بحضور وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للجلسة اليوم. واستمعت بإمعان إلى كلمة الوزير المالكي وكلمة مندوب إسرائيل الدائم.
ظلت قضية فلسطين لب قضية الشرق الأوسط. وإن الحوار والمفاوضات الطريق الوحيد لحل قضية فلسطين. غير أن مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل توقفت منذ عام 2010. فتعرب الصين عن انشغالها وقلقها العميق إزاء ذلك. وإن التعثر المستمر لمفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل أمر لا يتفق مع مصالح الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولا يساهم في تحقيق السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط، ويتعارض مع رغبة المجتمع الدولي المشتركة. فإن الوضع الحالي لقضية فلسطين لا يمكن أن يستمر، ولا بد من استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط في أسرع وقت ممكن، للحفاظ على "حل الدولتين".
تتبنى الصين موقفا منفتحا من جميع المبادرات التي تساهم في دفع استئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل. ونأمل من فلسطين وإسرائيل بذل جهود مشتركة واتخاذ إجراءات ملموسة لخلق ظروف مواتية لاستئناف المفاوضات، والسعي إلى إعادة إحياء في يوم مبكر وتحقيق تقدم فيها.
ظلت الصين تعارض قطعا قيام إسرائيل ببناء المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية وغيرهما من الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونعرب عن قلقنا البالغ لقيام إسرائيل بتجميد عائدات الضرائب الفلسطينية. وتعد المستوطنات العقبة الرئيسية أمام استئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل. وعلى إسرائيل باعتبارها طرفا في موقع القوة أن تبادر بوقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة وغيره من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يزيل العقبات أمام استئناف المفاوضات ويهيئ ظروفا مواتية لاستئناف المفاوضات في يوم مبكر.
على المجتمع الدولي أن يضع الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط في المقام الأول، ويدرك مدى الإلحاح لحل قضية فلسطين، ويعزز جهودها السلمية لدفع المفاوضات. وتدعو الصين "اللجنة الرباعية" لقضية الشرق الأوسط لاتخاذ خطوات ملموسة بهدف تحقيق استئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، وعلى كافة الأطراف المعنية أن تبدي الإرادة السياسية في هذا الصدد. وتدعم الصين جهود الجامعة العربية الرامية إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وتؤيد دورا أكبر لمجلس الأمن في حل قضية فلسطين.
السيد الرئيس،
تدعو الصين دائما كافة الأطراف المعنية إلى حل النزاعات عبر المفاوضات السياسية على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ "الأرض مقابل السلام" و"مبادرة السلام العربية" و"خارطة الطريق" للسلام في الشرق الأوسط، بما يحقق في نهاية المطاف تعايش دولتين-- فلسطين وإسرائيل جنبا إلى جنب بالسلام.
تدعم الصين إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وإن إقامة الدولة المستقلة حق مشروع للشعب الفلسطيني، ويمثل الأساس والشرط المسبق لتحقيق التعايش السلمي بين الدولتين فلسطين وإسرائيل. ويعتبر منح الجمعية العامة للأمم المتحدة صفة دولة مراقب لفلسطين تقدما إيجابيا آخر حققته فلسطين في مسيرة إقامة دولتها المستقلة.
ظلت الصين تعمل على إحلال السلام ودفع المفاوضات بأسلوبها الخاص، وبذلت جهودا إيجابية في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط. وتستعد الصين للعمل مع كافة الأطراف المعنية في المجتمع الدولي ولعب دورها البناء في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط في يوم مبكر.
السيد الرئيس،
تشعر الصين بالقلق العميق إزاء التوتر المستمر في سوريا. وإن الحل السياسي يمثل المخرج الواقعي الوحيد للمسألة السورية، وذلك قد أصبح توافقا واسع النطاق لدى المجتمع الدولي. والأولوية القصوى الآن هي تعزيز جهود الوساطة السياسية، وحث الأطراف المعنية في سوريا على وقف إطلاق النار وأعمال العنف، وإطلاق عملية سياسية بقيادة الشعب السوري في يوم مبكر. وتدعم الصين جهود كافة الأطراف الرامية إلى دفع الحل السياسي، وتدعم جهود الوساطة العادلة التي يبذلها المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي. ونأمل من الأطراف المعنية أن تعمل على إيجاد حل عادل وسلمي وسليم ومبكر للمسألة السورية على أساس بيان اجتماع جنيف لـ"مجموعة العمل" بشأن سوريا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وشكرا، السيد الرئيس.